رغم أنها حشرات صغيرة ليس أكثر، إلاّ أن شراستها بدت متوحشة بما فيها الكفاية لتستنفر وزارات الدفاع، والداخلية، والزراعة، والإدارة المحلية، والهيئة العامة للطيران المدني والأرصاد التي عقد ممثلوها اجتماعاً طارئاً لتشكيل أكبر تحالف (عسكري/ مدني)، ولوجستي من قبل دول الجوار و"الفاو" العالمية، للتصدي إلى أكبر غزو يشنه الجراد عبر تاريخ اليمن. فقد رأس الدكتور منصور أحمد الحوشبي- وزير الزراعة والري- أمس الخميس اجتماعاً مشتركاً تم خلالها دراسة خرائط ميدانية تحدد محاور الهجوم الذي يشنه الجراد، وتتوزع عليها أيضاً مواقع (13) فرقة مكافحة مجهزة بتقنيات مختلفة للرصد والمراقبة، والتعقب، والمكافحة. واستعرض المجتمعون خرائط عملهم التي بينت أن لدى اليمن (6) فرق تعمل في مناطق (حرز، ثمود، زمخ، منوخ، السوم، والمكلا) ضمن محافظة حضرموت ، وفرقتين في شبوة، وثلاثة فرق لكل من (المهرة، الجوف، ومأرب). ووقف المشاركون في الاجتماع على خطورة الوضع الراهن جراء كثافة أسراب الجراد المحتشدة لغزو الأراضي اليمنية، واتساع أفق هجومها بما يهدد الكثير من الوديان الزراعية، وينبئ بالقضاء على جميع محاصيلها الزراعية وإحداث كارثة غذائية، يرى المختصون أن محافظات (حضرموت، شبوة، الجوف، المهرة، ومأرب) ستكون هي الضحية لغزو الجراد الصحراوي. ورغم أن التحذيرات بشأن غزو الجراد لليمن أطلقتها منظمة الفاو العالمية قبل عدة أشهر، وحذرت اليمن من الكوارث المتربصة بها، إلاّ أن الأمور بدت أمس خارج نطاق السيطرة، حيث لم يجد عبده فارع- مدير المركز الوطني لمراقبة ومكافحة الجراد الصحراوي- بداً من التذرع بالأمطار لإلقاء اللائمة عليها في نجاح الجراد في الاستيلاء على مساحات صحراوية واسعة، والتكاثر فيها، ومعاودة شن هجمات أعظم منها.. في نفس الوقت الذي اعتبر آخرون عامل الأمطار لصالح مكافحة الجراد وليس العكس كما ادعى عبده فارع. من جهتها المملكة العربية السعودية فقد حذر المدير العام لإدارة وقاية المزروعات في وزارة الزراعة السعودية فهد بن محمد آل ساقان من تقارير منظمة الأغذية والزراعة "الفاو"، والتقارير الصادرة من المركز الوطني لمراقبة ومكافحة الجراد الصحراوي في اليمن، والتي تتخوف من اتساع رقعة الإصابة به، وتكوين أسراب لغزو الدول المجاورة، ومن ضمنها المملكة العربية السعودية، نتيجة قلة الإمكانات في اليمن. وقال آل ساقان – في تصريحات صحافية- إن من المحتمل أن تتعرض مناطق التكاثر الشتوي الممتدة من جازان إلى أملج شمالاً لهذا الغزو في نهاية سبتمبر وبداية أكتوبر المقبلين من عام 2007. وأضاف: "تعمل الوزارة حالياً على وضع خطط وبرامج الاستكشاف والمكافحة والحصر البيئي، ومراقبة المواقع التي يحتمل دخول أسراب الجراد إليها خلال فترة الموسم الشتوي المقبل". وأشار إلى أن مناطق سعودية عدة تعرضت لغزو أسراب الجراد في الموسمين الماضيين الشتوي والربيعي من مارس إلى يونيو 2007. واستنفرت وزارة الزراعة السعودية الإمكانات والجهود كافة لمواجهة غزو أسراب الجراد، في كل من: مناطق جازان، وعسير، والباحة، ومكة المكرمة، والمدينة المنورة، والرياض، وحائل، ومحافظات الطائف، ووادي الدواسر، وعفيف، وشقراء، والدوادمي، وتمت مكافحة أسراب الجراد وبقع الدبا. وواجهت الوزارة هذا الغزو من خلال توزيع أكثر من 100 فرقة استكشاف ومكافحة في معسكرات متعددة في مناطق العمليات، ونشر خمس طائرات، ثلاث منها مجنحة واثنتان مروحية على عدد من المهابط في كل من صبيا، والقنفذة، والليث، والعابدية، وساجر، وخيبر، مؤكداً أنه تم استخدام أجهزة اتصالات حديثة تنقل المعلومات من مناطق عمل الفرق إلى مواقع اتخاذ القرارات عبر الأقمار الاصطناعية، واستخدام أفضل أنواع الأجهزة الحديثة في عمليات المكافحة، كما تم استهلاك كمية كبيرة من المبيدات المتنوعة في العمليات التي جرت. تقرير مفصل حول (اليمن والجراد الصحراوي )