في ندوة موسعة حضرها جمع غفير من كبار الأطباء، وتخلفت عنها جميع وسائل الاعلام اليمنية المقروءة والمسموعة والمرئية، أعلن صباح اليوم الأربعاء بصنعاء عن تأسيس أول جمعية يمنية لمكافحة مرض الصرع، تعنى بترتيب نشاط الأطباء العلمي والعملي، وإعداد برامج تثقيفية سواء لوسائل الإعلام المرئية والمقروءة والمسموعة أو ضمن طلاب المدارس والجامعات اليمنية المختلفة. كما تهدف الجمعية إلى رفع الوعي على مستوى الأطباء والمرضى أو ذويهم، وبما يعزز العمل مع المرضى ويفعل الخدمات العلاجية المقدمة لهم. وقد تم الإعلان عن الجمعية على هامش ندوة علمية نظمتها وزارة الصحة العامة والسكان بصنعاء تحت شعار (الصرع خارج دائرة الظل)، وافتتحها الدكتور عبد المجيد الخليدي بالتأكيد على أهمية توعية الناس بهذا المرض وكيفية الخلاص منه، والابتعاد عن دائرة الشعوذة والأوهام التي يختلقها البعض بحجة العلاج بالطب الشعبي، داعياً إلى إخراج المرض إلى دائرة المعالجة بالأدوية الحديثة. وأكد الدكتور قاسم الاصبحي- رئيس جراحة المخ والأعصاب بالمستشفى الجمهوري ونائب رئيس الجمعية اليمنية لجراحة المخ والأعصاب- أن الجمعية اليمنية لمكافحة الصرع ستعنى بمتابعة تأهيل أطباء فيما يخص معالجة الصرع، باعتباره احد الأمراض المتفشية في اليمن و الأكثر شيوعا على مستوى اليمن والعالم. وأشار إلى أن نسبة كبيرة من المرضى يتم علاجهم بطريق خاطئة حيث أن الأهل والأقارب يدفعون بهم إلى اللجوء لبعض المشعوذين الذين ليس لديهم علاقة بالطب ويمارسون ضد المرضى أساليب العنف التي لا يقبل بها ضمير عاقل. من جهته حسن حسني- المدير الإقليمي لأمراض الصرع في الوطن العربي- وجد إن العلاج لا يكون من نوع واحد من الأدوية حتى إذا بلغ ذروته ولم يجدِ بشيء إلا إذا أضيف إليه علاج آخر قد يفي بالغرض.. هاني شافعي – أستاذ جامعة تورنتو بكندا- تحدث عن الإفراط المرضي في النمط السلوكي لدى الأطفال والشباب. عبد الرحمن سلام – أستاذ العلوم العصبية بجامعة صنعاء- تحدث عن انتشار المرض ونوعيته بين اليمنيين. محفوظ الخليدي- جراحة مخ وأعصاب بمستشفى الثورة بصنعاء- تحدث عن العلاج الجراحي في المخ مبينا إن ما يتفاوت مابين 20 – 30 % من المرضى لا يستجيبوان للعلاج لذلك تتم الجراحة والبحث عن البؤرة الصرعية في الدماغ وإزالتها (أورام مسببة للصرع). كما نوقش في الندوة المسببات وطرق العلاج والتشخيص وكذا نسبة توزيع أطباء الصرع في المناطق اليمنية المختلفة والتقسيم العمري للمرضى على مستوى اليمن. حضر الندوة عدد من الأطباء من جميع محافظات اليمن.. الملفت للنظر أن مثل هذه الندوة تتحدث عن الخروج من دائرة الشعوذة وتوعية الناس ظلت محصورة بين الأطباء أنفسهم وغياب الإعلام المرئي والمسموع والمقروء .