وعلى الأُسُودِ ثَعَالِبٌ تَتَغَوَّطُ . وطنٌ يُسائِلُ عَن بَنِيهِ فلا يَرَى إلَّا فَجِيعَتَهُ لَهُ تَتَأَبَّطُ . سَقَطَت أَكُفُّ حُمَاتِهِ, وذِرَاعُهُ سَقَطَت.. وكانَ يَظُنُّها لا تُسقَطُ . جَثَمَ الغُمُوضُ عليهِ حتى لم يَعُد يَدري بِمَن غَدَرُوا بهِ أو حَنَّطُوا . قُرِئَت مُعَلَّقَةُ الرَّصاصِ عليهِ في زَمَنِ الوِفاقِ.. فَفَصَّحُوهُ و نَبَّطُوا . و جَثَوا لِآلِهَةِ الرِّيالِ, فَهُم إذا لَمَعَ الرِّيالُ تَذَبْذَبُوا و تَمَغنَطُوا . و لَقَد تَبَيَّنَ كَيفَ أَطفَأَ غَيضَهُم هذا السقوطُ, لِأنَّهُم مَن خَطَّطُوا . فَأَتَى الإمامُ عَن الأمامِ نِكَايَةً و لَكُم بهذا عِبرَةٌ فَتَحَوَّطُوا . غَبَشَ الخُنُوعِ المُرِّ عَشَّشَ فانفِضُوا هذا المَوَاتَ و ثَبِّطُوا مَن ثَبَّطُوا . يا مَعشَرَ المُتَنَاوِمِينَ تَيَقَّظُوا إنَّ البلادَ على الضَّيَاعِ تُقَسَّطُ . كَبَحَ الطُّغاةُ جِمَاحَكُم, و لِأنكم لا تَنطِقُونَ.. تَجَبَّرُوا و تَسَلَّطُوا . أينَ الرِّجالُ؟! أَلَيسَ عارًا أَن يُرَى ما لا يُطاقُ عليكُمُ.. و يُبسَّطُ؟! . أَوَلَيسَ عارًا أن تُداسَ كَرَامَةٌ أو تُستَبَاحُ, و أهلُها مَن فَرَّطُوا؟! . هذا الهَوَانُ الأصفَرُ الكَلِمَاتِ في نَظَرَاتِكُم يُرضِي الذينَ تَوَرَّطُوا . لا تَخذلوا الوَطَنَ اليتيمَ بصَمتِكُم فالحُرُّ و ابنُ بلادِهِ لا يُضغَطُ . لا تَقسِمُوا الجَسَدَ العَلِيلَ جَهَالَةً كي لا يَمُرَّ على الوَرِيدِ المِشرَطُ . لا تُرجِعُوا النَّعَرَاتِ بَعدَ أُفُولِها أو تَكسِرُوا ظَمَأَ الكؤوسِ و تَقنَطُوا . و ضَعُوا على الوَجَعِ الدَّواءَ و حاذِرُوا بَعضُ الأُمُورِ بِبَعضِها لا تُخلَطُ . و قِفُوا على أوجاعِ "كِندَةَ" إنَّها أُختٌ لِ"جِبْلَةَ", و العُرى لا تُفرَطُ . المَوتُ أَهوَنُ لِلنُّفُوسِ مِن الأذى أو أنْ يَمُرَّ على البلادِ مُخَطَّطُ . . . . . . و أَقُول: أَمَّا بَعدُ.. هل مِن قادِمٍ بِسِوى التُّرابِ و أهلِهِ لا يُربَطُ؟ . كَخُطَى العَقَارِبِ أَصبَحَت مُختَلَّةً هذي البلادُ.. مَتَى خُطاها تُضبَطُ؟! . ثَأَرَ الجَمِيعُ مِن الجَميعِ _بها_ فَمَن بين الجَميعِ و بينَها يَتَوَسَّطُ؟ . زَمَنُ ارتِجافِ الحَقِّ يَنسَى أنَّهُ زَمَنٌ, و أنَّ الحَقَّ شَعبٌ مُحْبَطُ يحيى الحمادي 28-11-2014