اليمن بلد زراعي متنوع المناخ، متعدد المحاصيل، بجودة فريدة تفردت ذات زمن، وكان لها جنات وارفة الظلال، سادت هذه الحضارة ثم بادت، ذكرها القرآن الكريم.. كما ذكر السيل المدمر المسمى ب«العرم» وخراب السد «سد مأرب العظيم».. ويقال إن سبب ذلك هو «الفأر». الزراعة في اليمن لو أُحسن الاهتمام بها ورعايتها، حتماً سوف تكون دعامة اقتصادية لكل دول الخليج الغنية بالنفط، الذهب الأسود الذي يلهث الغرب للسيطرة عليه ففي اليمن لو تم تقليص زراعة «القات»، آفة هذا الزمان، لو تم ذلك في سنوات قادمة، وبخطط مدروسة، ودعم من الأشقاء في دول الجوار لتحقق لليمن أولاً مورد اقتصادي هام هو الزراعة، واليمن يصلح لزراعات عديدة من حبوب وحنطة وخضروات وفواكه وقصب سكر.. وقد وهبه الله موقعاً فريداً لو استغل بكياسة وسياسة اقتصادية عاقلة لكان رابطاً مهماً بين العرب، وتحديداً دول الجزيرة العربية والخليج العربي. الزراعة.. زراعة القات.. انتشرت كالنار في الهشيم، تقلصت زراعة «القطن» الذهب الأبيض، و«البن» بن المخا الشهير في التاريخ تقلص، بل انعدمت الزراعات الأخرى وصار كل شيء يستورد حتى «أعلاف الدواجن». اليمن ثلاثة أرباع دخله من القات، وإفقاره ومرضه بسبب القات، لكنهم يقولون: "إنه أفضل من أمور أخرى كالمخدرات والمهلوسات والخمور" إنه أهون الأشرار ويمتص الغضب ويثبط قوى الانحراف والإجرام.. هكذا يبررون، ونحن لا نملك إلا أن نجاري ونداري، ولكن ليس إلى درجة التسليم نهائياً بما يجري. عندما صمم اليمن على زراعة صنف من الفواكه قبل سنوات نجح وحقق مكاسب اقتصادية هامة، زرع الفواكه التي كانت تستورد بالدولار واليوم نتذوق «التفاح، الليمون، البرتقال، الموز، الفراولة...» بل ونصدر منها إلى الأسواق الخارجية. المؤلم أن ذلك يتراجع، لأن يكسب «القات» أو «الجوكر» ولاينافسه أي منتج زراعي آخر، ويزيد الألم أن يكون منتوج «القات» مشبعاً بالسموم الكيماوية القاتلة، وهو مايسبب سرطانات مميتة يكون معظم مرضاها من «المخزنين» أما تكلفة العلاج فهي خيالية، ويعينك الله يا أبو يمن. في اليمن إيمان وحكمة.. فمتى تنتصر الحكمة لتقوي الإيمان باقتلاع شجرة القات وزرع محاصيل ذات مردود أحسن وأنفع؟! ذلك سؤال.. إجابته متروكة لمن يريد الاسهام والبلورة.