بعد فشل عناصر الحزب الحاكم وأفراد الأمن القومي في تفريق المعتصمين عن طريق القمع بمظاهرات مضادة تلبس اللباس المدني وتحمل مع صور صالح العصي والسلاح، لتفريق المعتصمين المطالبين بالتغيير في اليمن لجأ الأمن القومي إلى أساليب جديدة تتمثل في إدخال عناصره وسط المعتصمين لترويج الشائعات بين الشباب كورقة أخيرة للفتنة بين المعتصمين على مختلف انتماءاتهم. ففي صنعاء لاحظ معتصمون تحدثوا ل"نشوان نيوز" أن العشرات ينشرون الشائعات بطريقة أو بأخرى، كالقول إن هناك أطرافا حزبية بدأت بسرقة واستثمار ثورة الشباب أو السيطرة عليها، مستغلين عدم وجود إدارة موحدة تجعل من لجان التنظيم أكثر فاعلية.. والتشديد الذي يثير أعصاب بعض الناشطين. ومن تلك الشائعات والأساليب المضللة كشف موقع "الصحوة نت" عن قيام التوجيه المعنوي التابع للقوات المسلحة بطباعة الآلاف من الأعلام الإمامية الرجعية والتشطيرية لتوزيعها على عناصر أمنية تدخل وسط الاعتصامات بهدف تخويف الشعب من أن البديل عن صالح هو الرجعية والإمامة وتقسيم اليمن .. وفي عدن أرجع محللون القمع الأمني للمتظاهرين إلى مساعٍ من قبل أطراف في نظام صالح تهدف إلى استثارة الشباب لرفع شعارات تشطيرية بدلاً عن شعارات التغيير وهو ما من شأنه التأثير على عزيمة الشباب الطامح إلى التغيير خوفاً على الوحدة.. وانتشرت أنباء عن أن قيام السلطة باعتقال قياديين في الحراك الجنوبي هو محاولة لعقد صفقة معهم للخروج بمطالب انفصالية.. وتحاول عناصر المخابرات سواء على الانترنت أو على ميادين الاعتصام ومختلف وسائل الإعلام نشر الكثير من الشائعات عن أن ما يحدث يقف وراءه أطراف خارجية أو شخوص كالشيخ حميد الأحمر من أجل الاستيلاء على السلطة، وينشرون نصوصاً جاهزة في الردود على المقالات والأخبار تحوي الكثير من المعلومات المضللة.. وحذر المعتصمون من عناصر مخابراتية أو متاجرة تم الزج بها في الاحتجاجات باكراً للمطالبة برحيل صالح وترديد شعارات الثورة، لتقوم بمهمتها في أوقات حرجة. وأكد الفنان والناشط المعارض فهد القرني في كلمة ألقاها للمعتصمين في صنعاء أن أساليب الشائعات التي تحاول الفتنة بين الشباب والفعاليات الأخرى كالأحزاب والقبائل وغيرها انتشرت أيضاً في ميدان الحرية بمحافظة تعز.. واصفاً إياها بأنها "بلطجة من نوع آخر".. وكلفت لجان التنظيم بالاعتصامات بالتفتيش المشدد للوافدين على الاعتصام لمنع دخول أعلام تشطيرية أو إمامية أو منشورات للتضليل، إلى الساحات، ويتم ترديد تحذيرات من الشائعات في مكبرات الصوت بين الفينة والأخرى.. ويعتصم عشرات الآلاف من المواطنين في عدنوصنعاءوتعز وإب والحديدة وغيرها، منذ أيام للمطالبة برحيل الرئيس علي عبدالله صالح والتغيير كما حدث في تونس ومصر..