5 شهداء و13 إصابة جديدة في غزة.. خرق صهيوني متواصل لوقف إطلاق النار    حضرموت.. قوات الانتقالي تسيطر على مدينة سيئون وأغلب مديريات الوادي    وفاة رئيس اتحاد الأدباء في إب عبد الإله البعداني    قرار حكومي بمنع اصطياد وتسويق السلاحف البحرية لحمايتها من الانقراض    تجربة تعاونية رائدة في مديرية الشعر بإب.. المغتربون حجر الزاوية فيها    عن الطالبانية الجامعية وفضيحة "حمّام الطواشي"    النفط يتراجع وسط ترقب لنتائج محادثات السلام في أوكرانيا    إدارة ترامب توقف رسمياً إجراءات الهجرة والتجنيس للقادمين بعد 2021 من 19 دولة بينها اليمن    قاضٍ في إب يكشف عن عمليات ابتزاز تمارس باسم القضاة داخل المحاكم    عاجل: استشهاد أول أبطال القوات المسلحة الجنوبية في معركة تحرير وادي حضرموت    ماجد زايد... صديق بعمر الوفاء، وقلب بحجم البلاد    قصف صاروخي للعدو السعودي يستهدف قرى سكنية بمديرية رازح الحدودية    بدء تعزيزات مرتبات شهر أكتوبر 2025    عاجل: سقوط مطار سيئون واللواء المكلّف بحمايته.. مصادر ميدانية تكشف لمحرر شبوة برس    محمد منصور: فتنة ديسمبر كانت مخططة    حضرموت: المصير الذي لا يُقسَّم (2)    برشلونة يعاقب أتلتيكو في كامب نو    مباراة الأهداف التسعة.. مانشستر سيتي ينجو من ريمونتادا مجنونة أمام فولهام    قناة آي 24 نيوز: عدن .. أزمة خانقة وشلل اقتصادي وغياب تام للدولة    تقرير أوروبي: عمليات اليمن البحرية تعيد رسم ميزان القوة وتكشف هشاشة الردع الغربي    خالد بحاح يفضح الشرعية ويكشف تضحيات التحالف العربي مقابل فساد النخبة اليمنية    باتيس يهدد بإحراق الوادي ويؤكد أن بترول المسيلة ملك للشعب اليمني    لان الامارات صنّاع العطاء.. احتفلت شبوة بيومها الوطني    المغرب يفتتح مشواره في كأس العرب بالفوز على جزر القمر    لقاء تنسيقي بمأرب يؤكد على أهمية مواجهة التحديات الإنسانية بالمحافظة    الجبواني والجفري يشهدان الحفل الفني الذي أقيم بمحافظة شبوة بمناسبة الذكرى ال54 لعيد الاتحاد الاماراتي    ندوة ولقاء نسائي في زبيد بذكرى ميلاد الزهراء    إعلان تشكيل لجنة تسيير لشراكة اليمن للأمن البحري بمشاركة دولية واسعة    معجزة غزة.. فيلم لبناني يحصد جائزة في برلين    وزارة الإدارة والتنمية المحلية تبدأ حملة تقييم ميداني لأداء المحافظات    مواطنون يشكون تضرر الموارد المائية لمناطقهم جراء الأنفاق الحوثية في إب    اتحاد الأدباء والكتّاب اليمنيين ينعى الأديب عبدالإله البعداني    صنعاء.. إيقاف التعامل مع منشأة وشركة صرافة    بدائل بسيطة لتخفيف السعال والتهاب الحلق في الشتاء    الذهب ينخفض مع جني الأرباح والنفط يرتفع بفعل الأخطار الجيوسياسية    الأرصاد: صقيع متوقع على أجزاء من المرتفعات    كلية المجتمع في ذمار تنظم فعالية بذكرى ميلاد الزهراء    كأس العرب.. فوز تاريخي لمنتخب فلسطين على قطر    برشلونة يقترب من ضم موهبة مصرية لتعزيز الهجوم    خبير آثار: معبد أثري بمأرب يتعرض للاهمال والنهب المنظم    صراع النفوذ السعودي الإماراتي يطفئ مدن حضرموت    هيئة الأوقاف في البيضاء تعيد تأهيل مقبرتي الخرقاء الشرقية والغربية    تنافس القوى الكبرى في البحر الأحمر في رسالة ماجستير للمقطري    حقول النفط في حضرموت: معاناة الأهالي مقابل ثراء فئة قليلة    جاهزية صحية قصوى في وادي حضرموت وسط مخاوف من تطورات وشيكة    الإمارات في عيدها 54.. اتحاد راسخ ورؤية تنموية رائدة    الهيئة النسائية في تعز تدشن فعاليات إحياء ذكرى ميلاد الزهراء    لملس و الحريزي يفتتحان مشروع إعادة تأهيل شارع معارض السيارات في الشيخ عثمان    8 وفيات و12 إصابة بحمى ماربورغ في إثيوبيا    المغرب يستهل كأس العرب بمواجهة غامضة واختبار صعب للكويت والسعودية    حضرموت.. بترومسيلة تعلن إيقاف إنتاج وتكرير النفط نتيجة تدهور الأوضاع الأمنية    خط ملاحي دولي يستأنف نشاطه إلى ميناء الحديدة    الليغا ... ريال مدريد يستمر في السقوط    مرض الفشل الكلوي (30)    إب.. تحذيرات من انتشار الأوبئة جراء طفح مياه الصرف الصحي وسط الأحياء السكنية    رسائل إلى المجتمع    تقرير أممي: معدل وفيات الكوليرا في اليمن ثالث أعلى مستوى عالميًا    في وداع مهندس التدبّر    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



من صنعاء أردناها سلمية.. ومن الرياض يريدها دموية
نشر في نشوان نيوز يوم 17 - 08 - 2011

مجددا ومن على تراب أرضها وعبر أثير سمائها سمحت الرياض للرئيس اليمني أن يخاطب شريحة معينة من شعبه مؤكدا فيه استعداده لمواجهة كل التحديات ومسفها بقية أبناء الشعب الثائر ومهاجما أحزاب اللقاء المشترك واصفا أياهم بالخيانة والإرهاب والماركسية والحوثية غيرها من الألقاب المميزة..
ولا أدري كيف أرتضت المملكة أن يطلق ضيفها هذه الصفات على كيان تعترف هي بقوته وفاعليته من أجل نجاح مبادراتها لإخراج اليمن من أزمته الحالية !! وكيف تسمح الرياض أن تكون أرضها منبرا لدعوة الفتنة والتحدي بين أبناء الشعب الواحد ولا تقوم بتنبيه ضيفها وتعريفه بثوابت الخطاب السياسي المطلوب الا إذا كان الامر هو من باب ( حاجة في نفس يعقوب قضاها ) ،
وكنا نتمنى أن تكون الدعوة من الرياض هي لبدء تنفيذ المبادرات الخليجية المتعددة لا لدق طبول الحرب وتوجيه الاتهامات يمنة ويسرة ، فمن بلدان تدعم الثورة بالمال إلى تدخلات صينية وروسية ومصرية في مراحل التغيير قديما وحديثا في هذا البلد المستباح لكل الدول من وجهة نظر ضيف المملكة ، والغريب أنه لم يأت على ذكر أهم دولتين لعبتا في التاريخ الحديث أدوارا مهمة في رسم ملامح اليمن ومعالم دولته السياسية وهما أمريكا والمملكة السعودية !!
وفيما مضى فقد أثبتت التجارب والمواجهات المستمرة في تاريخ اليمن بشطريه أن حسم الصراعات بين الأطراف المتنازعة لم يتم يوما بالسلم إلا فيما ندر ولم يجد الحوار فيما بينهما نفعا فمنذ قحطان وسالمين ويناير الدموي في جنوب اليمن إلى السلال والحمدي والغشمي في الشمال تم الحسم بانقلابات عسكرية أو مواجهات مسلحة وقتال عنيف.. واليوم تأتي الأحداث لتعيد هذه السُنة المرعبة إلى مربع النزاع السياسي في البلاد ففي الوقت الذي رفعت فيه الثورة شعار السلمية وسعت فيه المعارضة إلى الحوار ومبادرات السلام برغم ما فيها من هدر لوقت ثمين تحتاجه الثورة للتقدم قدما نحو النصر ، كان النظام يستغل هذه الفترة الزمنية لترتيب صفوفه وتقوية أركانه وتغطية النقص الذي يعانيه في العتاد والرجال ويقوم بالتواصل الجاد مع أطراف مهمة في الداخل والخارج ساعيا لتعويض ما فاته من تأخير في مجاراة خطط خصومه والتغلب عليها..
حتى اذا استشعر من نفسه قوة وتمكنا ودعما خارجيا وتأمينا خرج يعيد على اسماعنا لغة المواجهة والتحدي ويجمع حوله عددا من واجهات المجتمع وأعيانه وهم لا يخرجون عن أحد اثنين إما أصحاب مصلحة يخشون فواتها وتجارة يخافون كسادها وإما أنهم كارهون لرموز المعارضة والثورة فهذا يكره آل الأحمر وذاك يكره الإصلاح وأخر لا يطيق الاشتراكي.. ورب قائل : نار علي ولا جنة حميد.. لقد كسب النظام الوقت اللازم الذي يحتاجه وذاك أمر نبهنا عليه في مقالات سابقه بأن كل يوم يمر بدون حسم انما هو يصب في مصلحة النظام ويجعل الثورة تتقهقر وتفقد شيئا من مميزات قوتها ودعمها..
فكلما ظننا أن الأمر حُسم والتنازل اقترب جأتنا ريح عاصف اجتثت احلامنا من قرارها لنعيش الواقع الاليم المؤدي الى جحيم الفتنة والدمار.. وفي خطاب رئيس النظام من أرض الحرمين لملتقى القبائل اليمنية مؤخرا ظهر جليا هذا التوجه الدموي.. فبعد التجمعات العشوائية في التحرير والتكتلات المختلطة في السبعين والتي لم تكن صاحبة تأثير قوي مستمر في الساحة الشعبية سياسيا تم الزج اليوم بالقبيلة لتكون ركنا فاعلا وداعما للنظام وحرسه الجمهوري الذي بدأ يستشعر خطورة الوضع وهو يرى إنهيار أهم قوة يعتمد عليها تحت وطأة ضربات الرجال في أرحب ونهم..
كما أنه وجد في هذا الملتقى حاجته للتصدي لشباب القبائل الأخرى الداعمة للثورة والذين وصفهم ( بالزندنه ) وهم شباب منظم وله غاية وقضية لا يهمه أن يذوق الردى ليصل إليها بكل فدائية ورضا.. وبه كذلك يسعى ضيف المملكة لكسب المزيد من الوقت مقنعا نفسه والعالم أنه ما زال قويا وحوله محبون يدافعون عنه تحت مسمى حماية الشرعية الدستورية.. وهذا الملتقى القبلي خطوة لها من الخطورة بمكان وعلى حكماء المعارضة أن تدرسها بجدية وإمعان لأنها ستحفظ لقوات النظام جاهزيتها القتالية حتى لحظة المواجهة الحاسمة الأخيرة وتمنحها مزيدا من الوقت للاستعداد بتغطية جوانب النقص لديه.. وكما أنها في نهاية المطاف ستحقق مراد النظام بتحويل الثورة عن أهدافها واندلاع الحرب الأهلية والمواجهات المناطقية التي كان يسعى لها منذ زمان..
وخلاصة ما أريد قوله وهو من وجهة نظري فقط أن ما كان الجميع يتحاشاه ويخشاه لا بد من مواجهته.. المواجهة المسلحة.. الحسم العسكري.. أردنا جميعا أن تُحسم الأمور سلميا وأن لا تسيل قطرة دم واحدة وقد كانت كل خطوات المعارضة وشبابها تسير في هذا الخط حقنا للدماء ومنعا لحدوث كارثة عنف اللقاء.. ولكنها كانت للاسف كمن يحرث البحر ويبذر الصحراء فانتظرت تفتح أزهار الخير فجأتها أشواك السدر وثمار الخمط المرير ولتكتشف أنها أحيانا في ملعب السياسة كانت تلعب كطفل هاو أمام محترف عتيد..
وللاسف الشديد أنني حينما كنت أكتب منبها على أن هذا النظام ومن خلال التجارب معه لم يكن يوما ممن يحفظ عهدا ولا يرعى ذمة وكان دائما ينقض المواثيق ويفسخ العهود وأنه لا بد من حسم وشدة معه ولو بالتضحيات الجسام كنت أجد هجوما وعتابا لما اكتبه وأنه تجاوزات وشطحات وربما استغله اخرون لأغراضهم الخاصة..
ويتناسى المعاتبون أننا حينما نكتب انما نكتب من اجل الوطن واستقراره والشعب وإزدهاره ولا يهمنا من استغل ذلك لغرض في نفسه أو من غضب لحاجة في كيانه.. وها هي الأيام تثبت أنه لا فائدة في حوار وسلم مع من كان العنف والخيانة ديدنه.. وأن التأخير والمماطلة والانجرار وراء أوهام المبادرات قد يؤدي اليوم إلى تحويل المواجهة بين الثورة والنظام إلى مواجهات شعبية بين أبناء الوطن الكرام.. وهو أمر نسأل الله في خواتيم هذا الشهر المبارك أن يجنبنا إياه وأن يحفظنا من كل شر وفتنة.. وحسبنا الله ونعم الوكيل.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.