رغم دوران مجلس التعاون الخليجي في حلقة مفرغة، وطوافه سبعاً حول مبادرته بخصوص اليمن، يقود نخبة من الصحفيين والمثقفين في دول الجوار الخليجي حملة دؤوبة لمؤازرة الثوار وساحات التغيير في اليمن المضطرم. وإذ تضع بعض من كبريات الصحف في الخليج اليمن ومستجداته على صدر افتتاحياتها اليومية، بين فينة وأخرى، تزخر صفحات الإعلام الخليجي المقروء بعدد (غير مسبوق) من مقالات رأي وكتابات تؤازر الثورة اليمنية إن لم تكن تقف في صفها تماماً. وفيما تبدو "الخليج" الإماراتية الأكثر حدة في لهجة افتتاحياتها الموجهة غالباً إلى نظام صالح، على ذات الصعيد تقف الراية القطرية وصحف أخرى، بعضها رسمية، في دول الخليج الست، يتصدر كتاب خليجيون ومثقفون (محمد صالح المسفر، حسين شبكشي، د.عبدالرحمن الراشد) مثلاً، نخبة خليجية تعاضد ساحات التغيير اليمنية بكل وضوح وربما خارج محددات السياق الرسمي والسياسي لبلدانهم تجاه القضية اليمنية. الأسبوع الماضي نصحت "الراية القطرية" الرئيس صالح بأنه لا وقت لديه للمراوغة، وقالت الراية إن الرئيس صالح لم يقدم أي تنازل لحل الأزمة ولا يزال يصر على مواقفه السابقة وإن خطابه الذي ألقاه بعد عودته الجمعة الماضي يؤكد عدم استعداده لتقديم تنازلات لحل الأزمة. وفي مقال له في ذات الصحيفة، رأى الكاتب صالح الأشقر أن من الواضح أن نظام علي صالح مُنتهٍ رغم عودته سراً إلى صنعاء، وللحق والحقيقة - قال الأشقر - إن الحريص الوحيد على الوطن والمواطن في اليمن هم ثوار الاعتصامات السلمية. ووصف د. محمد صالح المسفر في مقاله"مجلس التعاون والأزمات الثلاث" المبادرة الخليجية "بسيئة الذكر، ركيكة الصياغة، متناقضة الموقف، (لا تقدم حلاً). وقال الكاتب إن ما يتعرض له الشعب اليمني من قتل ودمار لا يقل عما يتعرض له الشعبان السوري والليبي و"لعله أكثر" في إشارة ناقدة لتعاطي مجلس التعاون مع أزمات البلدان الثلاثة (سوريا، ليبيا، اليمن) وما اعتبره إمعاناً للمجلس في ترسيخ النظام الفاشل في صنعاء وحماية (الطاغية المستبد المستكبر). ولم يعد - من وجهة نظر الكاتب حسين شبكشي – أمام الرئيس صالح سوى الرحيل فوراً بعد أن أنهى الرئيس "كافة خياراته العقلانية" وانضم نظامه إلى الأنظمة المستبدة والطاغية بحق شعوبها "بامتياز"، وأضاف شبكشي:" اليمن لم يعد مشكلة داخلية ولكنه حريق إقليمي معرّض لأن يتم استغلاله بتأجيجه أكثر". وتجاوز الرئيس – حسب عرب نيوز، وهي صحيفة سعودية صادرة بالانجليزية – كل الحدود، وقالت الصحيفة "يظل صالح أعمى بشكل غريب أمام الخراب الذي يسببه عتاده على اليمن وشعبها، وتساءلت: كم سيمضي من الوقت لإقناع أي حاكم بأن فترته قد ولت؟! وكم من الأبرياء لا بد أن يموتوا قبل أن يقرر المجتمع الدولي بأن ذلك كافٍ؟!