الحمد لله الذي بنعمته تتم الصالحات والصلاة والسلام على رسوله الأمين وعلى آله وأصحابه أجمعين وبعد ، فإنه لمن دواعي الغبطة والسرور في هذا اليوم أن نزف أجمل التهاني وأطيب التبريكات إلى الشعب اليمني عموماً وإلى أسر شهداء الثورة السلمية وإلى كافة الجرحى والمعاقين خصوصاً الذين رووا بدمائهم الزكية تربة الوطن الغالية دفاعاً عن الحرية والعدالة والمساواة وإحياءا لأهداف ثورتي سبتمبر وأكتوبر المجيدتين نهنئهم جميعا بنجاح الانتخابات الرئاسية وتحقيق الهدف الأول من أهداف الثورة السلمية الذي ما كان له أن يتحقق لولا تعاون أبناء اليمن احزاباً وتنظيمات ومنظمات وجمعيات واتحادات وعلماء وشخصيات سياسية واجتماعية وقبلية ومواطنين رجالاً ونساءً ومن كل محافظات الجمهورية ومديرياتها ودوائرها ومراكزها الانتخابية ثم تعاون الأشقاء والأصدقاء الراعيين للمبادرة الخليجية .
أيها الإخوة والأخوات : لقد فاقت مشاركة المواطنين في هذه الانتخابات كل التوقعات الرسمية وغير الرسمية وأثبتت بما لا يدع مجالاً للشك قدرة اليمنيين على انتزاع حقوقهم ومقاومة الاستبداد بكافة أشكاله وصوره . إن ما جرى في 21 من فبراير 2012م لم يكن منحة أو هبة من أحد ولكنه بفضل الله ثم بفضل المخلصين من أبناء الوطن حيث سقط خلال عام واحد نحو ثلاثة آلاف شهيد وأكثر من عشرين ألف جريح من شباب الثورة وأبناء القوات المسلحة والأمن والمواطنين وتحمل الشعب العقاب الجماعي الذي فرضه النظام العائلي من خلال المشتقات النفطية و انعدام الخدمات الأساسية كالماء والكهرباء وغلاء الأسعار، واعتصم أكثر من ثلاثة ملايين مواطن لمدة عام كامل في ساحات الحرية والتغيير يرددون شعار إسقاط النظام ويطالبون بإقامة نظام جديد على أساس الحرية والعدالة والمساواة يحافظ على الجمهورية ويجسد الوحدة سلوكاً وممارسة ويحقق تطلعات المواطنين في التغيير إلى الأفضل في كافة مناحي الحياة السياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية والأمنية والعسكرية ، وإذا كانت المشاركة الواسعة في عملية الاقتراع اليوم أكدت رضا الشعب اليمني عن مرشح التوافق الوطني الأخ عبد ربه منصور هادي فإنها قد أكدت في الوقت ذاته رغبة المواطنين في التغيير إلى الأفضل. ومن هذا المنطلق فإن ثورة التغيير الكبرى قد بدأت في هذا اليوم وعلى الرئيس المنتخب وحكومة الوفاق الوطني تقع مسئولية قيادتها وإن اليمن اليوم غيره بالأمس ولن يرضى الذل والهوان والتخلف عن موكب الحضارة والتقدم والازدهار . شكراً لأبناء اليمن شكراً للأشقاء والأصدقاء الراعيين للمبادرة الخليجية شكراً للجنة العليا للانتخابات واللجان الإشرافية والفرعية وفق الله الجميع إلى كل خير ورحم الله شهدائنا وعافا جرحانا إنه على كل شيء قدير
