قال المبعوث الدولي العربي المشترك إلى سوريا كوفي أنان إن على كل طرف ابتداءً من صباح يوم غد احترام وقف إطلاق النار بشكل واضح، وفي حين أكدت طهران لأنان ضرورة بقاء الرئيس بشار الأسد في منصبه ومنحه الفرصة لتطبيق تعهداته بالإصلاح، بدورها جددت بكين دعوتها دمشق لتطبيق خطة أنان. وكان مجلس الأمن الدولي دعا أمس الثلاثاء سوريا إلى وقف القتال قبل الخميس، بعد تسلمه رسالة أنان التي قال فيها إن دمشق لم تطبق بعدُ التزاماتها، ودعا فيها إلى "وضع حد لإراقة الدماء قبل أن تسقط سوريا في الهاوية". وفي مؤتمر صحفي مشترك مع وزير الخارجية الإيراني علي أكبر صالحي في طهران، أكد أنان تلقيه تأكيدات من الحكومة السورية بأنها ستحترم وقف إطلاق النار، وأضاف أنه إذا احترم الجميع ذلك "فأعتقد أننا سنرى بحلول صباح الغد تحسنا في الأوضاع على الأرض". وشدد على أن أي زيادة في الطابع العسكري للصراع في سوريا ستكون كارثية، وستكون لها عواقب لا يمكن تخيلها. على الصعيد الميداني أعلنت الهيئة العامة للثورة السورية إن قوات النظام السوري قتلت اليوم الأربعاء 16 شخصا على الأقل، معظمهم في درعا وحمص وريف دمشق،ومن بينهم خمسة قضوا تحت التعذيب. وأفادت الهيئة، في بيان تلقت الجزيرة نسخة منه، بأن قوات الأمن والجيش السوري طوقت مدينة إنخل في درعا منذ ساعات الصباح الباكر، وشنت حملة مداهمات وتكسير وتخريب للمنازل والمحال التجارية، كما اقتحمت بلدة المعربة بعشرات الآليات والمدرعات وسط إطلاق نار كثيف. كما أفادت الهيئة بدوي انفجار رافقه إطلاق رصاص كثيف في إزرع وحي المحطة بدرعا، في حين تواصل القصف العنيف على منطقة السهل في ريف دمشق، وقالت الهيئة إن اشتباكات جرت بين الجيش السوري الحر وجيش النظام في الزبداني بريف دمشق. وفي القصير بحمص أوضحت الهيئة أن جيش النظام جدد قصفه العشوائي على منازل المواطنين في أحياء الخالدية والقصير وجورة الشياح والقرابيص وحمص القديمة. وفي منطقة الحاضر بحماة هز انفجار قوي المنطقة تبعه إطلاق نار كثيف من المجمع الطبي، كما قصف الجيش النظامي بالدبابات مدينة حلفايا، وجرى إطلاق نار كثيف من حاجز قرب المستشفى، وسط تحليق مكثف للطيران في سماء حماة. قصف مروحي هذا وتتعرض قريتا عكو وإكبينة في ريف اللاذقية إلى قصف مروحي للجيش السوري وحملة اعتقالات وحركة نزوح للأهالي وانقطاع شبه كامل للاتصالات في ناحية كنسبا ومصيف سلمى. وبث ناشطون سوريون صورا على الإنترنت قالوا إنها لمظاهرة خرجت صباح اليوم في بلدة الصورة بمحافظة درعا، دعا خلالها المتظاهرون إلى تسليح الجيش الحر في مواجهة جيش النظام، ورددوا شعارات مناهضة لنظام الرئيس بشار الأسد وجيشه. ونقلت وكالة الأنباء الألمانية عن ناشطين سوريين قولهم إن قوات النظام بدأت اجتياح منطقة كفر سوسة بالعاصمة دمشق حيث عدد من السفارات والمباني الأمنية السورية. وقال الناشط هيثم عبد الله إن القوات تحتشد في منطقة كانت شهدت مظاهرات ليلية، موضحا أن القوات تفتش المنازل بحثا عن ناشطين. وذكر المرصد السوري لحقوق الإنسان أن شخصين قتلا خلال حملة مداهمات تنفذها القوات النظامية في مدينة القورية بدير الزور بحثا عن مطلوبين للسلطات السورية. المعارضة تحذر وكان معارضون سوريون منحوا أمس الثلاثاء الحكومة السورية مهلة 48 ساعة لوقف القصف وإلا أمطروها بوابل من الهجمات المكثفة. وقال المتحدث باسم الجيش السوري الحر العقيد قاسم سعد الدين في تصريحات تلفزيونية "إذا لم يتوقف النظام عن القصف ويسحب دباباته من المناطق المأهولة خلال 48 ساعة القادمة سنكثف هجماتنا على الجيش السوري". وأضاف أنه على الرغم من موافقة الحكومة على سحب قواتها من المناطق السكنية والكف عن استخدام الأسلحة الثقيلة بحلول يوم الثلاثاء، "شهدنا مزيدا من القتال والقصف والتعزيزات". وكانت لجان التنسيق المحلية ذكرت أن 101 شخص، معظمهم من المدنيين، قتلوا في قصف للقوات الحكومية في محافظتي حماة وحمص وسط البلاد أمس الثلاثاء. وتوزعت أعداد القتلى على مختلف المحافظات السورية، حيث قتل 56 في حمص، و22 في حماة، و12 في إدلب، وستة في درعا, وثلاثة في حلب، وواحد في كل من حرستا بريف دمشق ودير الزور. ولم تمنع القبضة الأمنية الصارمة على دمشق المظاهرات المناهضة للنظام السوري من الخروج في مناطق الميدان والتضامن والعسالي والقدم وكفر سوسة ومشروع تدمر، وفق ما قاله ناشطون. وأوضحوا أن القوات النظامية مدعومة بعناصر "الشبيحة" شنت حملة مداهمات في أحياء برزة والتضامن والقابون. وأشاروا إلى أن قوات الأمن اقتحمت منطقة جامع الهادي في حي كفر سوسة بالدبابات، وسط انتشار أمني كثيف، وكذلك ساحة الأمل وسط إطلاق كثيف للقنابل المدمعة. وقدرت إحصائية أعدتها الهيئة العامة للثورة السورية أعداد القتلى الذين سقطوا منذ اندلاع الثورة في مارس/آذار 2011 وحتى أمس الثلاثاء بما يزيد عن 12 ألف قتيل. وتصدرت حمص القائمة ب4437 قتيلا، تلتها إدلب ب1935، ثم حماة ب1639، فدرعا ب1300. وأوضحت الإحصائية أن عدد الأطفال القتلى بلغ 821، إضافة إلى 664 سيدة.