استطاع الجيش بالتعاون مع اللجان الشعبية استعادة إحدى أهم المدن في محافظة أبينجنوبياليمن من أيدي المسلحين المرتبطين بالقاعدة، اذ اعلن رسمياً تطهير مدينة لودر، فيما ستتركز الحملة التي بدأها الجيش قبل ستة ايام على تحرير ما تبقى من المحافظة والمتمثل في عاصمة المحافظة زنجبار ومدينتي جعار وشقرة المجاورتين. وقال مصدر عسكري ان الجيش تمكن من "تطهير منطقة لودر" وان مقاتلي القاعدة فروا باتجاه القرى المجاورة التي يسيطر عليها التنظيم في محافظة ابين. ونقل موقع 26 سبتمبرنت الإخباري عن المصدر قوله :"إن 60ارهابيا من عناصر القاعدة لقوا مصرعهم خلال المواجهات في اليومين الماضيين واستشهاد عدد من أبناء القوات المسلحة والمواطنين في اللجان الشعبية. وكانت لودر مسرحا لمعارك دامية اسفرت عن مقتل المئات خلال الاشهر الاخيرة، وقد عجزت القاعدة عن دخولها اذ واجهت مقاومة شرسة من "لجان المقاومة الشعبية"، وهي ميليشيات موالية للجيش من ابناء المنطقة، الا انها كانت تسيطر على المناطق المحيطة بالمدينة. واحتفل الالاف من سكان لودر ب"الانتصار" على القاعدة، وكان المئات من المسلحين الموالين للجيش يلوحون برشاشات الكلاشنكوف في الهواء ويرفعون هتافات مناهضة للقاعدة ومؤيدة للجيش مثل "يا جيش يا اهلي واخواني"، بحسب شهود عيان. وقال المتحدث باسم اللجان الشعبية علي احمد لوكالة فرانس برس "اليوم حققنا انتصارا عظيما على القاعدة وطردناهم من الضواحي المحيطة بنا". وتوعد احمد ب"بمواصلة الزحف عليهم الى ان يتم طردهم من سائر انحاء ابين لان هؤلاء ليسوا انصار الشريعة بل انصار الموت". وقال مصدر عسكري من اللواء 111 الذي يشارك في الحملة على القاعدة في الجنوب، "لقد تم تطهير لودر والمقاتلون لاذوا بالفرار باتجاه بلدة الوضيع والعرقوب وشقرة" وهي مناطق قريبة تحت سيطرة القاعدة. وبحسب المصدر، انسحب مقاتلو القاعدة من جبل يسوف المطل على المدينة ومن محيط محطة الكهرباء عند المدخل الجنوبي، وكذلك انسحبوا من منطقة العين في ضواحي لودر. وحصل الجيش في معركة لودر على دعم قوي من "لجان المقاومة الشعبية" التي قالت مصادر محلية ان عناصرها يميلون بغالبيتهم الى الحزب الاشتراكي الذي كان الحزب الحاكم سابقا في جنوباليمن والذي يعتبر عدوا للمتطرفين الاسلاميين. ولم تتخط ظاهرة هذه اللجان لودر لتشكل حالة تشبه حالة الصحوات في العراق. وقالت المصادر المحلية "انها ظاهرة محلية خاصة بلودر التي ذاق اهلها الامرين من القاعدة". وبعد انسحاب القاعدة من المدخل الجنوبي للودر، تم العثور على ست جثث. وقال مصدر عسكري في اللواء 111 "قمنا بانتشال ست جثث، ثلاث جثث لمنتسبي اللواء وثلاثة من اعضاء اللجان الشعبية". كما اشار الى العثور "على جثتين لعناصر من القاعدة في الوادي القريب". وواصل الجيش اليمني الخميس تقدمه على جبهة زنجبار، وفق موقع 26 سبتمبر التابع لوزارة الدفاع والذي اكد مقتل "خمسة ارهابيين مساء الاربعاء، واصابة اربعة آخرين في منطقة الكود" قرب زنجبار وجعار. وذكر الموقع ان "وحدات القوات المسلحة واصلت دك اوكار العناصر الارهابية" في مناطق الكود ودوفس والحرور متقدمة باتجاه مدينة جعار. كما اكدت مصادر محلية ان الطيران اليمني شن عددا من الغارات على منطقتي شقرة والعرقوب بالقرب من زنجبار. وقال مصدر محلي ان ستة من عناصر القاعدة قتلوا في واحدة من الغارات التي شنها الجيش اليمني على مواقع التنظيم في شقرة بعد ظهر الخميس. وفي شقرة، قال مصدر محلي ان مدنيا قتل واصيب خمسة آخرون عن طريق الخطأ في غارة يمنية مشيرا الى ان الضحايا من المزارعين. وتابع الجيش اليمني لليوم السادس حملته ضد تنظيم القاعدة في محافظة ابين. ومنذ بداية الهجوم السبت، قتل 164 شخصا وفق حصيلة جديدة استقتها فرانس برس من مصادر عسكرية ومحلية. والقتلى هم 111 مقاتلا من القاعدة، و23 جنديا، و13 من منتسبي اللجان الشعبية الموالين للجيش، و17 مدنيا. ويبدو الجيش اليمني موحدا ومصمما على الانتصار كما يحظى بدعم اميركي مباشر لاسيما من خلال مشاركة خبراء من الجيش الاميركي في ادارة العمليات، كما يرى دبلوماسيون غربيون في صنعاء. ولا تعترف الولاياتالمتحدة بهذا الدعم ولا بشن غارات بطائرات من دون طيار وان كانت الوحيدة التي تنشر مثلها في المنطقة. وفي هذا السياق، افاد مصدر محلي الخميس ان طائرة من دون طيار استهدفت مركبة في مدينة شبام التاريخية منتصف ليل الاربعاء الخميس في حضرموت بشرق اليمن وقتلت ثلاثة عناصر من القاعدة.وقال موقع 26 سبتمبر ان اثنين منهم من القادة المحليين لتنظيم القاعدة في جزيرة العرب وهما زيد بن طالب ومطيع بالعلافي. وتهدف الحملة التي يشنها الجيش خصوصا الى اخراج مقاتلي القاعدة خصوصا من مدينتي زنجبار وجعار ومن باقي المناطق التي يسيطر عليها التنظيم في ابين. وتسيطر القاعدة ايضا على قطاعات واسعة من محافظة شبوة المجاورة. وكانت القاعدة التي تنشط في جنوباليمن تحت اسم "انصار الشريعة" احكمت سيطرتها على مناطق واسعة في جنوب وشرق البلاد مستفيدة من ضعف السلطة المركزية ومن الاحتجاجات ضد نظام الرئيس السابق علي عبدالله صالح. وقال مصدر عسكري ميداني لوكالة فرانس برس "ان الهجوم سيتركز الآن على زنجبار" التي سيطرت عليها القاعدة نهاية ايار/مايو 2011، "اضافة الى جعار وشقرة" التي تحتضن عددا من القيادات الميدانية للتنظيم. وذكر المصدر ان "هذه المناطق وابين بشكل عام تتمتع باهمية كبرى لانها على مشارف عدن". وكان حضور القاعدة في زنجبار على بعد خمسين كيلومترا من عدن يهدد كبرى مدن جنوباليمن.