استشهد نحو 54 شخصا وأصيب 84 آخرين بجروح إثر اقتحام قوات الأمن العراقية ساحة الاعتصام بالحويجة في كركوك شمالي العراق، مما آثار معركة بالأسلحة النارية بين قوات الأمن ومحتجين تهدد بإشعال التوترات في البلاد. وذكر مصدر أمني عراقي أن 41 قتيلا بينهم ثلاثة جنود و84 مصابا بينهم تسعة جنود حصيلة عملية اقتحام ساحة الاعتصام بالحويجة فيما قتل 13 من المسلحين خلال محاولة اقتحام نقطتي تفتيش تابعتين للجيش في ناحيتي الرياض والرشاد غرب كركوك شمال العراق. ونقلت قناة الجزيرة عن مصادر محلية القول أن القوات العراقية سحبت جثث القتلى من الساحة ونقلتها إلى مكان مجهول بعدما اقتحمتها في الخامسة من فجر اليوم, وأطلقت النار على المعتصمين. وتابعت نقلا عن مصادر من المحتجين أن المعتصمين استخدموا فقط العصي والحجارة لمواجهة القوات المقتحمة التي استعانت بمروحيات. من جهته, تحدث الجيش العراقي عن مقتل 27 شخصا بينهم جنديان وجرح سبعة عسكريين آخرين, وقال إنه فتح النار بعدما تعرض جنوده لإطلاق نار من الساحة. وكان الجيش العراقي أنذر في وقت سابق المعتصمين بتسليمه من يقول إنهم مسلحون من جماعة "رجال الطريقة النقشبندية", وهي واحد من فصائل المقاومة العراقية. لكن مصادر من المعتصمين ذكرت أن هؤلاء لم يطلقوا النار خلال عملية الاقتحام التي انتهت بسيطرة الجيش على الساحة. وكان مسؤولون محليون وأمنيون تحدثوا قبل ذلك عن اندلاع اشتباكات بالأسلحة النارية حين حاولت القوات اعتقال معتصمين. وفي الوقت نفسه, قال المتحدث باسم المعتصمين في ساحة الحويجة حامد الجبوري إن هذه القوات أطلقت الرصاص والقنابل الصوتية عند اقتحام الساحة وفتحت خراطيم المياه لتفريق المعتصمين. وقبل ساعات من اقتحام ساحة الاعتصام بالحويجة, قال حامد الجبوري إن من المقرر أن يصل وفد تابع للأمم المتحدة إلى ساحة الاعتصام المحاصرة منذ أربعة أيام للاطلاع على أوضاع المعتصمين فيها. وكان المعتصمون وافقوا من حيث المبدأ على أن تقوم لجنة من نواب يمثلون البلدة بمجلس النواب يرافقهم ضباط من الجيش والشرطة بتفتيش الساحة ليؤكدوا أن المعتصمين ليسوا مسلحين. ويأتي الهجوم على المعتصمين في الحويجة بعد ساعات من استجابة مدن بمحافظات الأنبار ونينوى وصلاح الدين وفي الحويجة بكركوك لدعوات أطلقها ناشطون وعلماء الدين لتصعيد الاحتجاجات والبدء بعصيان مدني. ويقول منظمو الاعتصامات إن النجاح الكبير لخطوة العصيان المدني رسالة صريحة لرئيس الوزراء نوري المالكي بأن هذه المحافظات لن تتراجع عن المطالبة بحقوقها، ومن أهمها الإفراج عن معتقلين ومعتقلات وإلغاء المادة الرابعة من قانون مكافحة الإرهاب. يشار إلى أن الاحتجاجات على سياسات المالكي بدأت نهاية العام الماضي عقب اعتقال أفردا حماية وزير المالية المستقيل رافع العيساوي بتهمة المشاركة في "أعمال إرهابية". سياسيا.. وصل ممثل الأمين العام للأمم المتحدة لدى العراق مارتن كوبلر إلى محافظة كركوك 170 كيلومتر شمالي العاصمة بغداد اليوم لبحث تداعيات الأحداث التي شهدها قضاء الحويجة التابع للمحافظة. واجتمع كوبلر مع رئيس وأعضاء مجلس المحافظة ومحافظ المدينة بالوكالة لمناقشة تطورات الأحداث في قضاء الحويجة. من جهته شكل رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي لجنة وزارية برئاسة نائبه صالح المطلك للتحقيق في ملابسات ما حدث في قضاء الحويجة وتحديد المقصرين ومحاسبتهم. وتضم اللجنة في عضويتها كل من نائب رئيس الوزراء حسين الشهرستاني ووزراء الدفاع وكالة سعدون الدليمي وحقوق الإنسان محمد شياع والدولة لشؤون مجلس النواب صفاء الدين الصافي.