تواصل قصف قوات النظام على عدد من الأحياء بالعاصمة دمشق، واستمر التوتر بمدينة الحسكة بفرض اللجان الشعبية التابعة لحزب الاتحاد الديمقراطي الكردي حظرا للتجول اليوم في مدينة عامودا، فيما خرجت العديد من المظاهرات في جمعة أطلق عليها الناشطون "ثورة متقدة ومعارضة مقعدة". وقالت لجان التنسيق المحلية إن قوات النظام السوري قصفت بالمدفعية الثقيلة أحياء القابون والقدم والعسالي والحجر الأسود في دمشق، وذكر ناشطون أن القصف طال أيضا داريا ومعضمية الشام في ريف دمشق مما أسفر عن دمار كبير واندلاع حرائق في المباني السكنية، وأكد المركز الإعلامي السوري سقوط ثلاثة صواريخ من نوع "فاتح 110" على بلدة شبعا بريف دمشق. وتواصلت الاشتباكات في حي القابون بين مسلحي كتائب الثوار وقوات النظام، وتعرضت المنطقة الصناعية للقصف من قبل قوات النظام، ووفقا لناشطين يتعرض الحي لحملة كبيرة من قبل قوات النظام بحثا عمن تصفهم ب"الإرهابيين". وذكر المرصد السوري لحقوق الإنسان أن 16 معتقلا من مدينة حرستا في ريف العاصمة السورية قضوا تحت التعذيب في سجون قوات النظام السوري بعد اعتقالهم في أوقات سابقة، ونقل المرصد عن ناشطين في المدينة قولهم إنه تم إبلاغ ذوي المعتقلين لاستلام جثامين أبنائهم، وأوضحوا أن كثيرا من المعتقلين من أبناء المنطقة جرى تسليم جثامينهم لذويهم في الأشهر الفائتة. وقال مصدر في المعارضة السورية المسلحة للجزيرة إن الثوار دمروا مبنى تستخدمه قوات النظام على طريق إدلب اللاذقية، وأضاف المصدر أن عددا غير محدد من قوات النظام قتلوا في المبنى الذي استهدف بصاروخ غراد، ويأتي ذلك في ظل استمرار المعارك التي أطلق عليها اسم معارك "الفتح المبين" على الطريق الدولي إدلب اللاذقية. وذكر مركز حلب الإعلامي أن انفجارات هائلة وأصوات إطلاق نار سمعت في محيط الأكاديمية العسكرية بالحمدانية، وذلك في أعقاب استهداف الثوار الأكاديمية بصواريخ من نوع غراد ما تسبب في اشتعال النار في أجزاء كبيرة منها، ووقوع العديد من الإصابات في صفوف القوات المتواجدة هناك التي يبلغ قوامها مائتي عنصر. وأوضح المركز أن مسلحي كتائب الثوار قتلوا عددا من الجنود عند محاولتهم اقتحام قرية أبو جرين شرقي مدينة السفيرة صباح اليوم، كما استهدفوا براجمات الصواريخ عناصر الشبيحة المتمركزين في نبل والزهراء في ريف حلب الشمالي. وفي درعا قالت شبكة شام الاخبارية إن الجيش الحر تمكن من السيطرة على حاجز أبنية السكن الشبابي، بينما استهدف قصف عنيف براجمات الصواريخ والمدفعية الثقيلة أحياء درعا البلد ومدن الشيخ مسكين وجاسم وإنخل وقرى منطقة وادي اليرموك. وفي العامودا بريف الحسكة فرضت اللجان الشعبية التابعة لحزب الاتحاد الديمقراطي الكردي حظرا للتجول غداة قتل مسلحين تابعين للحزب ثلاثة متظاهرين وجرح عشرين آخرين كانوا في مظاهرة للمطالبة بالإفراج عن معتقلين من الناشطين السياسيين لدى الحزب. ونقلت وكالة الأنباء الألمانية عن مصادر في أحزاب كردية أن الصراع يحتدم في القامشلي وعامودا بين أحزاب كردية موالية لنظام بشار الأسد أبرزها حزب العمال الكردستاني، وأحزاب كردية تقدم نفسها على أنها معارضة للنظام، منها حزب يكتي وحزب آزادي. وتحدثت المصادر عن قيام عناصر من حزب العمال الكردستاني بحرق مكتب كل من حزب آزادي والبارتي ومداهمة مقر حزب يكتي واعتقال من فيه من عناصر، وحرق مركز روني واقتحام مركز زلال وهما مركزان للثقافة الكردية في المنطقة، وأشارت إلى خروج مظاهرات في الحي الغربي والشرقي والعنترية في القامشلي دعما للقتلى الذين سقطوا أمس. من جانب آخر خرجت مظاهرت في مدن سورية مختلفة في جمعة أطلق عليها الناشطون اسم "ثورة متقدة ومعارضة مقعدة". ففي ريف دمشق خرجت مظاهرات في مدن وبلدات دوما وعربين والمليحة رغم القصف اليومي على الغوطة الشرقية. ورفع المتظاهرون شعارات تطالب بإدخال مساعدات إنسانية للمحاصرين في بلدات الغوطة الشرقية، كما طالب المتظاهرون بوقف القصف وإنهاء الحصار. وفي محافظة إدلب خرجت مظاهرات في كل من كفرنبل وحاس وبنش وجبل الزاوية. وقد هتف المتظاهرون للحرية ورفعوا شعارات تندد بالقصف على المدن والبلدات السورية كما طالبوا بدعم الجيش السوري الحر. وذكر مركز حلب الإعلامي أن المظاهرات خرجت في أحياء بستان القصر والفردوس والشعار والصاخور.