اتهمت كييف اليوم الاثنين الانفصاليين الموالين لروسيا بإطلاق صواريخ غراد وقذائف هاون على قافلة للنازحين بالقرب من لوغانسك شرقي البلاد، مما تسبب في سقوط "عدد كبير من القتلى"، بينهم نساء وأطفال. وقال متحدث عسكري أوكراني يدعى أناتولي بروشين "كانت شدة الهجوم على القافلة قوية جدا مما أدى إلى احتراق أشخاص وهم على قيد الحياة داخل المركبات ولم يتمكنوا من الخروج". من جانبه، نفى أندري بورجين نائب رئيس وزراء ما تسمى "جمهورية دونيتسك الشعبية" التي أعلنها الانفصاليون أن تكون لدى قواته القدرة على شنّ مثل هذا الهجوم على قافلة النازحين، واتهم الحكومة باستهداف المنطقة بانتظام بأسلحة من بينها صواريخ غراد روسية الصنع. وقتل تسعة من جنود القوات الأوكرانية في معارك دارت بين الطرفين الليلة الماضية، لكن القوات الحكومية واصلت الضغط على المتمردين، وحاصرت أو استعادت مواقع يسيطرون عليها. وتأتي هذه التطورات في وقت أكد فيه وزير الخارجية الأوكراني بافلو كليمكين -بعد خمس ساعات من المفاوضات مع روسيا في برلين أمس الأحد- أنه مستعد لمباحثات طويلة مع نظيره الروسي سيرغي لافروف "للخروج من الوضع الراهن" شرقي أوكرانيا، حيث يتقاتل منذ أكثر من أربعة أشهر متمردون موالون لروسيا والقوات النظامية. ومن جانبها، تحدثت روسيا عن "بعض التقدم" في الاجتماع مع وزراء خارجية أوكرانيا وفرنسا وألمانيا، لكنها أعربت عن أسفها لعدم حصول تقدم بشأن وقف إطلاق نار غير مشروط شرقي أوكرانيا وتسوية النزاع سياسيا. وقال وزير خارجيتها لافروف اليوم إن "زملاءنا الأوكرانيين يواصلون مع الأسف وضع شروط تزداد غموضا مثل ضمان أن تكون الحدود (الأوكرانية-الروسية) غير قابلة للاختراق"، وهي التي يتسلل عبرها -حسبما تقوله كييف- العتاد والمقاتلون لتعزيز المتمردين الموالين للروس. إحراز تقدم وبينما تحدث وزير الخارجية الألماني فرانك فالتر شتاينماير أمس الأحد عن "تقدم في بعض النقاط"، أفاد مصدر دبلوماسي فرنسي بأنه "تم التطرق إلى أربع نقاط: وقف إطلاق النار، ومراقبة الحدود، والمساعدة الإنسانية، والعملية السياسية. لقد سُجل تقدم لكن الأجواء صعبة". وكانت روسيا نفت أمس تصريحات أحد زعماء المنشقين الأوكرانيين بشأن تسلمهم سرا شحنة كبيرة من الأسلحة من روسيا، لكنها لم تتطرق إلى مزاعم الانفصاليين بإرسال دفعة جديدة من القوات المدربة على "الأراضي الروسية" عبر الحدود الخاضعة لسيطرة المنشقين. وما زالت قافلة المساعدات الإنسانية الروسية متوقفة عند الحدود رغم التوصل إلى اتفاق السبت بين السلطات الأوكرانية وموسكو بشأن إجراءات تفتيش نحو ثلاثمائة شاحنة، قالت روسيا إنها تحمل 1800 طن من المساعدة للمدنيين من ضحايا النزاع. ويفترض أن تقوم اللجنة الدولية للصليب الأحمر بعملية التفتيش مع السلطات الأوكرانية. ونقلت وكالة الصحافة الفرنسية عن المسؤول في منظمة الأمن والتعاون بأوروبا بول بيكار -الذي يوجد في نفس المكان- أن اجتماعا عقد صباح اليوم عند معبر دونيتسك في روسيا بين الطرفين والصليب الأحمر، مضيفا أن "كل شيء في طور التوضيح لكن يبقى تحديد الظروف الأمنية" للقافلة. وأعلنت كييف أن روسيا تتحمل كامل المسؤولية عن أمن القافلة التي ستعبر مناطق تدور فيها مواجهات، بينما شددت موسكو على ضرورة وقف إطلاق النار أولا لضمان أمنها.