أعادت جماعة الحوثي تشغيل البث الفضائي لقناة اليمن الرسمية على القمر الصناعي (هوت بيرد) بعد شهر من توقفها. وعلمت نوافذ من مصادر خاصة ان إعادة تشغيل القناة جاء عن طريق شركة إيرانية بناء على طلب تقدمت به جماعة الحوثي في صنعاء. وذكرت المصادر ان الجانب الإيراني تخلى عن التردد السابق للقناة، واعاد بثها في العاشر من ابريل/نيسان الجاري على تردد جديد يندرج ضمن باقة القنوات الإيرانية في القمر الصناعي (هوتبيرد) الذي تملك فيه إيران عدداً كبيراً من القنوات التلفزيونية، ورجحت المصادر ان تكون القناة الجديدة ممولة من إيران، وتم تخصيصها لتغطية الوضع في اليمن كبديل عن القناة التي توقفت. وتركز القناة الجديدة على مهاجمة دول التحالف والتحريض عليها، والإساءة للمقاومة الشعبية المناهضة للحوثيين داخل اليمن. ويتابع غالبية اليمنيين القناة الرسمية على القمر الصناعي نايلسات، اما في القمر (هوتبيرد) فلا تحظى بأي متابعة نظراً لتعذر إلتقاط إشارة البث الخاصة بالقمر داخل الاراضي اليمنية. وكانت إدارة نايل سات اوقفت القنوات الرسمية اليمنية الاربع في السادس والعشرين من مارس/اذار الماضي مع انطلاق العملية العسكرية لعاصفة الحزم ، بناء على طلب الرئيس هادي، بعد استخدامها من قبل جماعة الحوثي للتحريض على الشرعية الدستورية في البلاد. وفي السادس عشر من ابريل/نيسان الجاري ظهرت قناة جديدة تحمل إسم "قناة اليمن" على نفس تردد الفضائية الرسمية الموقوفة على القمر الصناعي نايل سات، وضمن باقة القنوات الحكومية، لكنها توقفت لاحقاً، وقالت المؤسسة العامة اليمنية للإذاعة والتلفزيون أن ظهور تلك القناة على ذات التردد ترددها لا يمثل المؤسسة ولا الشعب اليمني ولا الجمهورية اليمنية، وذكرت في بيان نشرته وكالة الأنباء اليمنية (سبأ) التي تديرها جماعة الحوثي أن بث قناة اليمن على التردد الذي تملكه المؤسسة يعد اعتداء سافر على حقوق المؤسسة المادية والفكرية المتمثلة في التردد والشعار الخاص بالقناة. ومطلع الاسبوع الماضي وجه جهاز الامن القومي المتهم بالولاء لجماعة الحوثي شركات الاتصالات اليمنية بإيقاف الخدمات الاخبارية النصية لثلاث وسائل اعلامية محلية (الصحوة موبايل، والمصدر موبايل، ومارب برس موبايل)، و ثلاث وسائل خارجية (قناة العربية، قناة الجزيرة، قناة سي ان ان)، بحجة انها مساندة لما تسميه العدوان على اليمن. واقدمت جماعة الحوثي على حجب العشرات من المواقع الاخبارية المحلية والخارجية المعارضة لها، بما في ذلك موقع التواصل الإجتماعي "تويتر" الذي يتعرض لحجب جزئي من وقت لآخر، كما اغلقت الجماعة خمس قنوات فضائية محلية، ومنعتها من العمل بينها قناة الجزيرة. وسيطر الحوثيون على الاعلام الرسمي في اليمن بعد إسقاطهم للعاصمة صنعاء في سبتمبر ايلول من العام الماضي، واستصدروا قرارات حكومية عينوا بموجبها العديد من العناصر الموالية لهم في المفاصل الرئيسية للمؤسسة العامة للاذاعة والتلفزيون التي تعد الجهة المشرفة والمنظمة لاداء الاعلام الحكومي في اليمن. وكانت مصادر صحفية قالت ان دول الخليج بقيادة السعودية تعمل لمحاصرة الأذرع الإعلامية التابعة لجماعة الحوثي والرئيس السابق علي عبد الله صالح في اليمن، لوقف محاولاتها في نشر التحريض والطائفية داخل اليمن. وقال مسؤول سعودي ل«الشرق الأوسط» أن قناتي «المسيرة» و«الساحات» التابعتين لجماعة الحوثي تبثان من أقمار أوروبية بينما تقع استوديوهاتهما في لبنان، واضاف: «ينظر جهاز الرقابة في المجلس الأوروبي الأعلى للقطاع السمعي والبصري في العاصمة الفرنسية باريس خلال الوقت الحالي في الوضع القانوني لتلك القنوات وتأثيرها على الانتهاكات والاقتتال الداخلي في الشارع اليمني» تمهيدا لاتخاذ قرار بشأنها. وأكد المسؤول الذي رفض الإفصاح عن هويته أن القنوات المؤيدة للانقلاب على الشرعية في اليمن قد يطالها عدد من العقوبات إذا استمرت في بث برامجها التي تدعو للفتنة والاقتتال الداخلي بين الطوائف اليمنية، وشددت على أن عدم تلقيها التمويل المباشر من ميليشيا الحوثي والرئيس اليمني المخلوع علي عبد الله صالح لن يجعلها في منأى عن أية إجراءات قانونية تتخذ بحقها. وفي ذات السياق أكد اللواء أحمد أنيس، رئيس الشركة المصرية للأقمار الصناعية (نايل سات)، ل«الشرق الأوسط» تعامل إدارته مع الحكومات قبل منح ترددات البث لأية قناة جديدة، وعدم التعامل مع الجماعات والأحزاب تحت أي إطار، مشيرا إلى أن «نايل سات» لم يمنح إشارة بثه إطلاقا لقنوات حوثية، معترفا بأنهم تلقوا استفسارا من السعودية حول تلك القنوات وحقيقة بثها عبر ترددات الشركة.