تجتاح منطقة شرق المتوسط في الوقت الراهن موجات من الأمراض السارية يعتبر مرض الأنفلونزا الأبرز فيها و الأوسع انتشارا ولهذا المرض فيروس يسببه مثله مثل انفلونزا الطيور القاتل للانسان في حال انتقل اليه. وفي هذه الايام تزدحم عيادات الأطباء في سورية بمرضى الأنفلونزا الذي لا يوفر كبيرا ولا صغيرا حتى وان كان في المهد .وتشكل العادات الاجتماعية التي نمارسها يوميا من عيادة المريض وتبادل الزيارات بين الأهل والأصدقاء طريقا سريعا لانتقال الفيروس ولدى سؤالنا اختصاصية طب الأطفال في جامعة دمشق الدكتورة ورود معروف عن كيفية انتشار الفيروس وانتقاله و سبل الوقاية منه قالت ان فيروس الأنفلونزا يتفوق على كل الفيروسات المعدية في المنطقة من حيث سرعة الانتشار حيث يحتضن من 2 الى 5 ايام وينتقل بالعدوى المباشرة واخطر الإصابات تكون بين الأطفال الصغار حيث ليس لديهم مناعة كافية ضد هذا الفيروس . وبينت الدكتورة ان الفيروس له شكلان شكل يسمى الرشح وهو عبارة عن انتان فيروسي يصيب المجاري التنفسية العلوية "انفكشن اوف ذا اوبر يوببير " رسبيراتوري تراكت . وتعتبر هذه الإخماجات" الاصابات " الاكثر شيوعا في فترة الطفولة وليس للطقس البارد بحد ذاته دور في المساعدة على انتشار الفيروسات على الرغم مما تشهده حالات اخماج" اصابات" السبيل التنفسي العلوي من حدوثها في فصلي الخريف والشتاء والشكل الثاني هو الكريب الذي هو اكثر خطورة وقوة من الشكل الاول ويصيب المجاري التنفسية السفلى . وتتضمن العوامل البيئية التي تزيد من ارجحية اكتساب الزكام المواظبة على اماكن رعاية الطفل والتدخين والتعرض المنفعل للتدخين وتدني مستوى الدخل والازدحام وربما الكرب النفسي واشارت الدكتورة الى انه يمكن لاكثر من 200 فيروس إحداث هذه الاصابات وتشكل الفيروسات الانفية اكثر من ثلثها ومن الفيروسات الاخرى فيروسات " نظيرة النزلة الوافدي " والفيروسة " المخلوية التنفسية" بالاضافة الى الفيروسات " التاجية " ويكتسب المصاب بنمط مصلي معين مناعة تجاهه مدى الحياة أي ان اكتساب المناعة ضد كل الانماط يحتاج الى وقت طويل . وتسبب فيروسات نظيرة النزلة الوافدي الانماط " 1و 4" غالبا مرضا في السبيل التنفسي السفلي وتبدأ الفيروسة المخلوية التنفسية او " rsv " غالبا عند الرضع باحداث اصابات التنفسي العلوي ومن ثم تنتشر الى السبيل التنفسي السفلي ويعاني الاطفال الاكبر سنا والكهول الذين اكتسبوا بصورة طبيعية "ار ا س في" يعانون اعراضًا نموذجية ذات صلة بالسبيل التنفسي العلوي لفترة قد تصل إلى أسبوعين على الرغم من امكانية حدوث اعراض جهازية بتلك الفيروسات بما في ذلك الحمى و الدعس " الوهن والتعب " فان الوجود الفعلي للفيروسات في الدم لايحدث في الزكام وعن طرق الانتقال قالت الدكتورة ان هناك ثلاث طرق للانتقال هي : - الرذاذ ذو الذرات الصغيرة والتي بامكانها عبور مسافة طويلة - القطيرات ذات الذرات الكبيرة والتي بامكانها السير لمسافة صغيرة مثل العطاس و السعال . - انتقال المفرزات عبر التماس الجسدي الفيزيائي المباشر الادوات الملوثة. المناعة وبالنسبة إلى المناعة قالت تتباين الاستجابة المناعية الحادثة استجابة للاصابة بفيروسات الزكام المختلفة وهناك انماط مصلية للمناعة وهناك دور متماثل للاضاد الافرازية والمصلية في المقاومة ضد الاصابة بالفيروسات الانفية حيث تصاب المنظومة الدفاعية بالتداعي في ظرفين اثنين هما ان بعض الاشخاص لايكتسبون الاضاد المعدلة النوعية تجاه اصابة الفيروسات الانفية . ثانيهما ان العدد الكبير من الفيروسات بمقدوره التغلب على جهاز المناعة الضعيف مما يؤدي الى الاصابة بتلك الفيروسات و كثيرا ما يتعرض الاطفال والكهول لعودة الخمج بفيروس / نظيرة النزلة الوافدي / ما يؤدي الى حدوث الزكام وتتناسب درجة الخطر لعودة الاصابة عكسا مع المستوى الموجود في المصل من الضد المعدل ولازال الدور الحقيقي سواء للضد الافرازي او المصلي في عملية عودة الخمج الاصابة غير واضح ولايبدو ان هناك أي دور للمناعة الخلوية خلايا تائية وبائية التي تفرز الاضاد تظاهرات سريرية اشكال ظهور المرض تتجلى الاعراض البدئية عند الاطفال الاكبر سنا والكهول عادة بتهيج انفي وحس بالتخريش في الحلق ويشعر معظم الناس بالزكام الذي يوشك ان يبدأ بغضون ساعات حيث يحدث /نجيج/ انفي رقيق وعطاس ويلاحظ التهاب الحلق والتنفس من الفم وغالبا ما يكون هناك الم عضلي وصداع و/دعس/ ونقص في الشهية ويمكن ان تحدث اختلاطات مثل التهاب الاذن الوسطى وهو الاختلاط الجرثومي الاكثر شيوعا فتظهر آلام جديدة كالحمى والم الاذن والهيوجية ويبقى الطفل في حالة ضجر مستمرة. العلاج وتبقى سبل المعالجات التي اوضحت الدكتورة ان هناك ما يربو على 800 نوع من الادوية يباع دون وصفة لمعالجة الزكام كما ان هناك عشرات الوصفات الطبية لهذا الموضوع .ونصحت الدكتورة بعدم اعطاء أية ادوية قائلة ان الاحجام عن اعطاء اية ادوية افضل معالجة لمعظم حالات الزكام واذا لم يكن الطفل مريضا الى درجة كبيرة يفضل اجتناب الادوية اذ انها لاتقدم عادة شيئا ولها اثار جانبية قد تكون اسوأ من اعراض الزكام في حد ذاتها و يجب تثقيف الوالدين عن الحالة باخبارهم ان تقديم الادوية لا يعطي نتائج في المعالجة وفي حالات معينة يمكن ان نضيف الادوية مثلا عندما يبدو الانزعاج على الاطفال المصابين بهذا المرض تتجلى الاعراض الاكثر ازعاجا بالحمى والدعس والاحتقان الانفي والسعال المستمر و يجب توجيه المعالجة فوق العرض النوعي الذي كان السبب في ذلك الانزعاج حيث يقدم الاسيتامينو فين / والايبوبروفين / الراحة غالبا من الاعراض الجهازية ويجب الابتعاد عن اعطاء الاسبيرين خوفا من حدوث متلازمة راي/ اصابة مخيخية / دوار ورنح / وهي اعراض عصبية لان النزلة الوافدي تحاكي في اعراضها الزكام عند الاطفال. المعالجة غير الدوائية وعند الرضع يمكن للقطرات الانفية من المحلول الملحي سواء منها الجاهزة او المحضرة من قبل الوالدين تليين المفرزات وتحريض العطاس والمحقنة البصلية الشكل ممكن ان تقدم العون في حال الانسداد الانفي خاصة قبل الارضاع .ويشعر الكثير من الاباء بفائدة وضع مبخر الماء في الغرفة التي تساهم في تليين مخاطية الانف كما نصحت الدكتورة باعطاء السوائل المتكررة كشاي مع الليمون او العسل وحساء الدجاج الذي يحسن من"/الاماهة" كثرة وجود الماء والسوائل في الجسم وهو من الاجراءات المستحبة ومتوفرة في المنزل وامنة ورخيصة الثمن. اما المعالجات الدوائية فتتضمن خافضات الحرارة مضادات الهستامين ومضادات الاحتقان والمقشعات والادوية الكابتة للسعال حيث تحتوي معظم الوصفات ولسوء الحظ على اثنين من هذه الانماط على الاقل لادور لفيتامين سي في معالجة الاصابات التنفسية . قالت الدكتورة انه لايوجد اي دليل علمي على الانطباع السائد بوجود دور نافع للفيتامين سي سواء على صعيد الوقاية او العلاج اضافة الى امكانية ان يكون لحمض الاسكوربيك تاثيرات سامة في الجرعات العالية وليس هناك دليل على فائدة اعطاء عدد من الفيتامنات او العناصر النادرة كالتوتياء او تدليك الصدر عند الاطفال. الوقاية اما بالنسبة إلى الوقاية وهي خير علاج فقد قالت الدكتورة ان غسل اليدين المتكرر بعد التماس مع شخص مصاب ومن غير العملي تجنب الاصابة بوضع الاطفال بعيدا عن دور رعاية الطفل والمعني من دور رعاية الطفل المكان المعتاد لعيشه بين افراد اسرته ولدى سؤالنا عن فائدة الارضاع الطبيعي في اكساب الطفل مناعة ضد الامراض قالت الدكتورة انه وعلى الرغم من وجود فائدة من الناحية النظرية للارضاع الطبيعي يغيب الدليل على دوره بالنسبة إلى الاصابات التنفسية العلوية .