هاجم مسلحون قوة حفظ السلام التابعة للاتحاد الإفريقي في العاصمة الصومالية مقديشو أمس الأحد في ثاني هجوم خلال ثلاثة أيام على القوة المؤلفة من 3500 جندي بوروندي وأوغندي. وهز انفجار مدو مجمعا للقوات البوروندية وشوهد الدخان الأسود يتصاعد في الهواء. وقال الاتحاد الإفريقي إن الموقع التابع له تعرض للقصف بقذائف المورتر لكن المتمردين قالوا إن مفجرين انتحاريين نفذا الهجوم، ولم ترد أي تفاصيل بشأن الإصابات. ويعاني الصومال من الصراع منذ 18 عاما ويقاتل متمردون الحكومة منذ أكثر من عامين. وقتل أكثر من 16 ألف مدني منذ بداية عام 2007 وهجر زهاء مليون شخص من ديارهم. وتعهد بعض المتمردين بمساندة الحكومة الجديدة بقيادة الرئيس المعتدل الشيخ شريف أحمد إلا إن حركة شباب المجاهدين المتشددة التي أعلنت مسؤوليتها عن هجوم أمس الأحد تعهدت بالاستمرار في القتال. وحظيت الحركة بالتأييد لأنها كانت من بين عدة جماعات تحارب القوات الإثيوبية التي كانت تدعم الحكومة. وأرضى انسحاب القوات الإثيوبية في يناير البعض ولكن حركة شباب المجاهدين ترغب الآن في طرد قوات حفظ السلام الأجنبية. وقال وزير الأمن الداخلي الصومالي الجديد عمر هاشي عدن إن الحكومة تريد بقاء قوات حفظ السلام و»سترد بسرعة على هذا الهجوم القاسي». وأضاف الوزير «نحن مستعدون للاستماع لأي اقتراحات ولكننا لن نقبل العنف ضد هذه القوات. نحن بحاجة إلى مساعدتها في تدريب قواتنا الأمنية وإعادة بناء البلاد. لا يمكن لأي قوى خارج الحكومة أن تقرر انسحاب قوات حفظ السلام.» وقال الوزير متحدثا من جيبوتي «عندما تنجز مهمتها ستعود إلى بلادها.» وكان عدن ضمن 36 وزيرا جديدا أدوا اليمين أمام البرلمان في جيبوتي مساء السبت. ويجتمع الوزراء هناك نظرا لبواعث القلق الأمنية داخل بلدهم ولكن يتوقع عودة الحكومة إلى مقديشو الأسبوع المقبل. ومثل بعض الوزراء الرئيسيين ينتمي عدن لحزب المعارضة الإسلامي التحالف من اجل إعادة تحرير الصومال الذي انضم للبرلمان في يناير كانون الثاني بموجب عملية للسلام رعتها الأممالمتحدة في جيبوتي. ويحظى عدن ووزير الداخلية الجديد عبدالقادر علي عمر بنفوذ واسع بين عدد كبير من الإسلاميين الذين حاربوا القوات الإثيوبية ويدعمون الآن الرئيس احمد. ويقول بعض الدبلوماسيين في المنطقة أن ضم كثير من الإسلاميين المعتدلين للحكومة الجديد يوفر حيوية سياسية جديدة في الصومال قد تضع حدا للعنف وتؤدي في النهاية لتهميش المتشديين في حركة الشباب. وتدرج واشنطن حركة شباب المجاهدين على قائمة المنظمات الإرهابية الأجنبية ويعرف عنها أن تضم في صفوفها مقاتلين أجانب. وقال الشيخ مختار روبو منصور المتحدث باسم حركة الشباب أن مفجرا انتحاريا يرتدي سترة ناسفة فجر شحنته قرب مجمع قوات حفظ السلام وان انتحاريا اخر في سيارة فجر عبوته الناسفة عند بوابة المجمع. لكن الميجر باريجي با هوكو المتحدث باسم قوة الاتحاد الإفريقي في مقديشو نفى مزاعم وقوع هجوم انتحاري. وأضاف «تعرضت القوة البوروندية في المجمع السابق للجامعة الوطنية الصومالية للهجوم بقذائف المورتر هذا الصباح ولم يتضح بعد تأثير القصف. حركة الشباب تستمتع فيما يبدو باختلاق أشياء غير موجودة.»