عندما يصل الحوار بين القوى السياسية إلى طريق مسدود فإن الحل الوحيد الذي تنتهجه كل الدول الديمقراطية هو اللجوء إلى صناديق الاقتراع لتضع حدا فاصلا للخلافات السياسية، بحيث يذهب صاحب الأغلبية إلى تنفيذ برامجه وخططه التي دعمها الشعب وتتنحى المعارضة جانبا لتؤدي دورها الناقد للأخطاء التي قد تقع فيها السلطة .. هذه القاعدة الديمقراطية كنا نتمنى ان نراها في بلادنا وان يكون الإخوة في قيادات أحزاب المشترك هم الداعين لها بدلا من الوقوف في طريقها ومحاولة عرقلتها، لان تكريس الروح الديمقراطية في المجتمع اليمني يجب إن يكون هما مشتركا للسلطة والمعارضة بحيث تعزز ثقة الجماهير بالأحزاب ، أما عندما ترى الجماهير الصفقات بين الأحزاب على حساب الديمقراطية فانها وبلاشك ستفقد ثقتها بالأحزاب السياسية وقياداتها وخصوصا الأحزاب التي تتهرب من الاستحقاقات الانتخابية وتبحث عن الصفقات في الكوليس . ان من دواعي الأسف ان ترفض أحزاب المشترك كل المغريات التي تقدم بها حزب المؤتمر الحاكم لها مقابل الدخول في انتخابات، والتي وصلت إلى حدود الدخول في تشكيل حكومة وحدة وطنية ، وهي مغريات لاتقدم لاي معارضة في كل بلدان العالم وخصوصا في الديمقراطيات الناشئة التي تحكمها خصوصيات محلية ، وفي الحقيقة فان احزاب المشترك فقدت مع هذه العروض كل أقنعتها واكدت زيف لغتها الملتوية التي استمرأت طرحها مع قدوم كل استحقاق انتخابي ، ولعل تلك الأحزاب تجهل مخاطر التحريض على الانتخابات عليها ، لان احزاب المعارضة هي الخاسر الاكبر في هذا الجانب ، لانها بذلك تهدم العمود الفقري للعمل الديمقراطي وتسهم في انتهاك القوانين والدستور الذي تستمد المعارضة شرعيتها منهما. ولكن ما زلنا نأمل ان تتبصر المعارضة طريقها الصحيح ، بحيث يكون هناك معارضة فعالة ومؤثرة ولديها برنامج ونهج واقعي يقنع الناس ويكسب ثقتهم لأن المعارضة غير الفاعلة والمؤثرة والتي ليس لديها دلائل ووسائل سياسية مشروعة نزيهة من أي تآمر أو تعصب طائفي أو قبلي ومذهبي وتمارس الابتزاز واقتناص الأخطاء ومباركة العنف وتأييده والتهديد به بين وقت وأخر ، فإن الجماهير ستمقتها وستتخلى عنها ، لان الجماهير تبحث من يقدم لها الرخاء والأمن والاستقرار والسير نحو الأفضل ، لا من يرفع شعار الخراب ويلوح بالعنف. ويجب ان يعرف الجميع ان المواطن اليمني اليوم يعرف ماله وما عليه ، لن يستغفل أو يستغل هو اليوم من يحكم نفسه ويحقق إرادته وسيحافظ على هذا المنجز، ومن يراهن على العودة للخلف فهو واهم والندم لن يفيده بعد 27 إبريل.