تجمع مئات المحتجين في وسط العاصمة التونسية يوم أمس الأربعاء للمطالبة باستبعاد وزراء من حلفاء الرئيس التونسي المخلوع زين العابدين بن علي من حكومة الوحدة الوطنية الجديدة. ومن المقرر أن تجتمع حكومة الوحدة الوطنية اليوم الأربعاء (أمس) في وقت يتعرض فيه رئيس الوزراء المؤقت لضغوط من قادة المعارضة الذين يقولون إنه لا مكان لحلفاء الرئيس المخلوع في الحكومة. واستقال أربعة من معارضي بن علي من الحكومة خلال يوم من تعيينهم قائلين إن احتجاجات الشوارع التي أشعلت الاضطرابات تكشف عن خيبة أمل من بقاء أعضاء الحرس القديم في السلطة بما في ذلك رئيس الوزراء محمد الغنوشي. وتجمع حوالي 500 محتج في شارع الحبيب بورقيبة في وسط تونس العاصمة. وقال فيضي بورني الذي يعمل مدرسا "هذا الأمر سيتواصل كل يوم حتى نتخلص من الحزب الحاكم تخلصنا من الدكتاتور لكن ليس من الدكتاتورية. نريد التخلص من هذه الحكومة التي أخرستنا 30 سنة." ولا تحظى الاحتجاجات بدعم كامل من التونسيين فهذه امرأة كانت تقف بالقرب من مكان المظاهرات تقول بعد ان طلبت عدم الكشف عن هويتها "عشنا كثيرا تحت الضغط لكن ربما كان علينا ان نعطي الحكومة فرصةالشعب سيكون من حقه أن ينتخب." وباستثناء الاحتجاج سارت الحياة في تونس بشكل طبيعي. وكانت قطارات الترام تمر بين المتظاهرين. وصفق المتظاهرون لسائقة ترام ابتسمت لهم وهي تمر بالقطار وسط زحامهم. وقال سكان بالعاصمة إن الشوارع هدأت خلال الليل ولم ترد تقارير عن إطلاق نار أو أعمال نهب . وفي علامة على تحسن الحالة الأمنية قال التلفزيون الحكومي إن حظر التجول المسائي قد نقص ثلاث ساعات. ويبدأ الحظر الآن في الساعة الثامنة (1900 بتوقيت جرينتش) مساء وينتهي في الخامسة صباحا. وأوضح عبيد البريكي الأمين العام المساعد للاتحاد العام التونسي للشغل الذي استقال ثلاثة وزراء يمثلونه أن الاتحاد مازال يطالب بخروج كل فريق بن علي من الحكومة باستثناء الغنوشي. وفي مسعى لنزع فتيل الخلاف استقال الغنوشي والرئيس المؤقت فؤاد المبزع في وقت لاحق من الحزب الحاكم وهو حزب التجمع الدستوري الديمقراطي الذي كان يتزعمه بن علي. ولمح مصطفى بن جعفر وهو أحد الوزراء المستقيلين إلى أن هذه الخطوة قد تكون كافية كي تقنعه بالعودة للحكومة. لكن الاتحاد العام التونسي للشغل قال إنه على الرغم من أن هذه الخطوة إيجابية إلا أنها ليست كافية لكي يعيد وزراءه الثلاثة إلى حكومة الوحدة الجديدة. وفي تأكيد على القلق الدولي بشأن تونس تحدث الرئيس الأمريكي باراك أوباما إلى الرئيس المصري حسني مبارك بشأن رغبة واشنطن في إحلال الهدوء.