الفنان فيصل علوي (حالة فنية إبداعية استثنائية) أنه ذلك القنديل الأخضر المتوهج اشعاعاً ونوراً وضياءً، بريقاً غمرنا بالدفء والسعادة والفرح والغبطة عقوداً من سنوات الغناء والطرب الأصيل تجربة فنية رمت بظلالها وأثرها الغنائي الموسيقي متجاوزة خارطة الحدود والمساحات الكونية فاستطاعت بما لديها من قدرات وملكات متفردة أن تخلق إرثاً وتراثاً إبداعياً وإنسانياً خالداً على مر الأزمنة والعصور.. تمر علينا الذكرى الأولى لرحيله في تاريخ 7/فبراير/2011م فيزداد رصيده كل لحظة من جماهير المعجبين والمحبين أضعافاً مضاعفة من عشاق فنه الراقي الأبدي السرمدي. في واقع الأمر تشكلت لجان وانبثقت من عباءاتها لجان أخرى للقيام بمهمة الاحتفاء اللائق المهيب بالفنان فيصل علوي انبهرنا وتساءلنا ماذا ستفعل كثرة الأسماء والارتال التي طالعتنا بها الصحف المحلية وتصدت لمهمة (إحياء الأربعينية) قرأنا قائمة المقترحات والتوصيات التي تمخضت بعد ذلك عموماً نحن هنا لا نريد الخوض والولوج في تفاصيل (ما قد سبق وحدث فاللبيب بالإشارة يفهم) ومن الطبيعي أن يحدث ما استمعنا إليه من أمور لاتسر ولم تخدم مطلقاً مشوار وتجربة الفنان فيصل علوي رحمه الله وأسرته الحزينة ألماً ووجعاً بعد فراق الأعز والأرق والأحن قلباً بين البشر. كما أشرنا جاءت اللجان بقائمة المقترحات والتوصيات التي (لم ينفذ منها أي شيء منذ رحيله وحتى كتابة هذه السطور.. رغم مضي سنة كاملة) وذلك أمر متوقع وطبيعي في بلدنا كما جرت العادة.. فقد كان من أهم أسباب اعتذاري من قائمة اللجان معايشتي للواقع الثقافي /السياسي/ الإعلامي وإفرازاته وانعكاساته سلباً في عموم المشهد الإبداعي اليمني (فلم تكن اللجان حقيقة سوى ظاهرة كلامية وصوتية) أما الأفعال لم نسمع أو نشاهد ما يستحق أن نشير إليه على أرض الواقع. أسئلة كثيرة تدور في أذهاننا وتبحث عن إجابات: أولاً: أين مقر المتحف الذي جاءت به قائمة المقترحات والتوصيات والمفترض أن يضم بين أرجائه وأحضانه مقتنياته وأشرطته وأسطواناته وأعواده والنوتات الموسيقية وكل ما يتعلق بمشواره الإنساني الغنائي الإبداعي. ثانياً: جمعت العديد من المداخلات والمواضيع في كتاب يتناول سيرة وفن وحياة (أبو باسل) إضافة لما نشر من مقالات في الصحف اليمنية لم يزل حبيس جدران وأروقة مطابع (جامعة عدن) ولم ير النور. ثالثاً: هناك توجيهات من فخامة الرئيس علي عبدالله صالح تقضي بقرار جمهوري منح الفنان فيصل علوي (درجة وزير) صادرة في عام 2003م ممهورة وموقعة من دولة رئيس الوزراء حينها الأستاذ عبد القادر باجمال، هذه التوجيهات الرئاسية لم يتم متابعتها وتنفيذها من الأطر الرسمية والإدارية لتمكين الفنان فيصل علوي الاستفادة من تبعاتها وظيفياً ومالياً في حياته وبالتالي أسرته بعد مماته. نعلم جيداً اهتمام ورعاية فخامة رئيس الجمهورية علي عبدالله صالح بالفنون والثقافة والمبدعين ونجزم بالقطع أنه صاحب الأيادي البيضاء في رفع النواحي المعنوية والمادية والمعيشية في حياة المبدع اليمني لا نريد من اللجان في خضم إقامة مراسيم الاحتفاء بالذكرى الأولى لرحيله التي أضحت قاب قوسين أو أدنى (لا نريد الخطابات الرنانة والهتافات فارغة القيمة والمضمون) علينا الاهتمام بسرعة متابعة وتنفيذ توجيهات فخامة رئيس الجمهورية فيما يتعلق بوضعه (الوظيفي بمنحه درجة وزير) من خلال القنوات الرسمية ممثلة بمعالي وزير الثقافة والأستاذ محسن النقيب محافظ محافظة (لحج). فذلك من وجهة نظري المحك العملي الأهم على صعيد الواقع الملموس في تكريمه بتنفيذ القرار الرئاسي (الاستحقاق الأدبي والمادي) ومساعدة أسرته المكلومة بتقديم (الوفاء والعرفان) ذلك إن صنعناه أبسط وأقل تقدير نظير ما قدمه فناننا العملاق فيصل علوي (هبة السماء في فنون العزف والغناء) وصاحب الصوت العابر للقارات فهل تصدق النوايا هذه المرة ونترك الخطابات والمقالات التي (سئمناها) ونحرص في مناسبة الذكرى الأولى لرحيله على مواصلة الجهود الصادقة والمخلصة والأفعال...؟!! والله من وراء القصد. دار الذي تهواه وقلبك *** في الهوى مرجوج رج وأصبر على نار الهوى *** والصبر مفتاح الفرج حس الكبد تشعل وحس *** القلب مدحوس أحتلج وخاطري سافر توكل *** في الهوى مدن وحج حلف قومندان العساكر *** بالوثائق والحجج يا أبن شاهر لاتصنجها *** مدافعنا صنج وبايقع للشام يوم أعوج *** نسمح به العوج باننصف المظلوم والمسكين *** والسيد مسج