أظهرت دراسة أكاديمية حديثة أن مدينة عدن كانت تتمتع قديما بنوعين من التحصينات (طبيعية وصناعية). وأشارت الدراسة التي أعدتها أستاذ الآثار والحضارة الإسلامية بقسم الآثار جامعة عدن الباحثة هيفاء عبدالقادر مكاوي إلى أن التحصينات الطبيعية تمثلت بفوهة البركان والجبال شاهقة الارتفاع التي كانت تحيط بالمدينة بشكل حدوة حصان من الجهات الشمالية والغربية والجنوبية، فيما تمثلت التحصينات الصناعية بالأسوار التي شيدت عليها القلاع والأبراج والثكنات وأقيمت لها البوابات. ولفتت الدراسة إلى أن أهم الأسوار التي شيدها أهالي عدن هو السور الذي كان على طول الساحل من الجهة الشرقية التي اتخذت كميناء ولم تكن محصنة طبيعياً ، كما امتدت التحصينات لتشمل الحصون والقلاع على رؤوس الجبال المحيطة بالجهات الثلاث الأخرى للمدينة. وبينت الدراسة أن هذا السور الذي كان يطلق عليه السور البحري تم مده نحو البحر مروراً بالجبال ووضعت له خمسة أبواب هي باب الصناعة وباب السكة وباب الفضة وباب شرف وباب حيق. وأشارت الباحثة هيفاء مكاوي في دراستها إلى أن الكابتن هينس الذي قاد الحملة الانجليزية لاحتلال المدينة قام بدك السور كاملا مع منشآته وأقام بدلاً عنها الثكنات والمعسكرات لجنوده. وأضافت الدراسة انه كان للمدينة أيضاً ثلاثة أسوار أخرى هي السور الجنوبي الذي كان يمتد من جبل المنظر شرقاً نحو جبل العر غرباً وركب عليه باب حقات والسور الشمالي الذي امتد من الجبل الأخضر حتى جبل التعكر وتم تعزيزه بمجموعة من القلاع والأبراج وركب عليه باب البر. ونوهت بالدور الذي لعبه هذا السور في حماية المدينة من الجانب البري والشمال الشرقي.. موضحة أن السور الثالث هو السور التركي الذي كان يمتد جنوباً من أسفل حصن القفل إلى رأس الجارف ثم رأس العرق عبر البرزخ الذي يفصل شبه جزيرة عدن عن البر.. وقالت إن تحصين هذه المنطقة جاء لضعفها بسبب البرزخ الذي يمكن التسلل عبره إلى المدينة من خلف بابها البري بالإضافة إلى وجود بعض المواقع منخفضة الارتفاع في جبل المنصوري . ودعت الدراسة إلى إعلان عدن محمية تاريخية لما تحتويه من معالم تاريخية وأثرية والاهتمام بهذه الآثار وترميمها بما يحفظ هويتها.. مشيرة إلى تعرض هذه الآثار للعبث خلال السنوات السابقة ما يستوجب إنشاء شرطة متخصصة لحمايتها وحماية المواقع التاريخية الأخرى.