أقام مركز ابن عبيدالله السقاف لخدمة التراث والمجتمع لخدمة التراث والمجتمع بعلم بدر بمدينة سيئون محافظة حضرموت لقاء حوارياً لمعالجة أوضاع المتضررين من كارثة السيول التي اجتاحت محافظتي حضرموت والمهرة في أكتوبر 2008 و هذه الفعالية ليست الأولى للمركز في هذا الصدد حيث كان المركز صاحب سبق ومبادرة منذ حلول الكارثة حيث أقام حينها ندوة موسعة شارك فيها العديد من الأكاديميين و المهنيين المتخصصين و عدد من المسؤولين. وقد صدر عن تلك الندوة توصيات مهمة لمعالجة الكارثة وأخذ التدابير والاحتياطات اللازمة تحسباً لهكذا أزمات، كما قام المركز في تلك الندوة بتكريم العديد من الجهات و العناصر التي كان لها دور متميز في عملية الإنقاذ ومساعدة المتضررين . اللقاء الحواري المفتوح جمع المهندس عبدالله محمد متعافي المدير التنفيذي لصندوق إعادة أعمار حضرموت والمهرة بالعديد من المتضررين والمهتمين بالكارثة وتبعاتها و بالشأن المجتمعي .وقد تميز اللقاء بمصداقية وشفافية وجرأة في الطرح والمقترحات و كذا في آلية و نمط معالجة واقع الجزء المتبقي من المتضررين، في أجواء تعكس قيم مجتمع حضرموت الأصيلة وضوابط مركز ابن عبيدالله السقاف لخدمة المجتمع الجادة في الغاية والوسيلة , تم طرح قضايا إستراتيجية بشأن الأمطار والوديان ومصير مستقبل وادي حضرموت والمهرة و مناقشة المستجدات والتحديات المرتقبة المتمثلة في التغيرات المناخية التي هي الشغل الشاغل للعيد من منظمات العالمية والإنسانية والجهات العلمية و المتخصصة في عموم العالم . و لم يغب عن مجريات الحوار طرح سوء التعامل و الاستخدام للأودية ومصارف السيول وتأسيسها وكذا البناء العشوائي والتشجير فيها، وأهمية تشكيل هيئات تنفيذية متخصصة لإدارة الأودية وإقامة السدود في المواضع المناسبة لها في طول الوادي وعرضه وتسن لها القوانين واللوائح و التخصصات والصلاحيات الكفيلة بتحقيق مهامها بحزم، ومن خلال الحضور و التقرير المرئي الذي قام بتصويره موقع الحدث مركز ابن عبيدالله السقاف أنتقد بعض المتضررين بطء صرف تعويضاتهم وضعف آليات تنظيم عمل الصندوق التي لا تتناسب مع أعداد المراجعين، و حجم مأساتهم تم التركيز على إنهاء الملفات المعلقة و التعجيل بإعداد الخطط المستقبلية للصندوق الكفيلة بحلول جذرية لمخلفات الكارثة و الحيلولة دون تكرارها مستقبلاً وتأسيس بنية تحتية تستفيد منها الأجيال المقبلة . اللقاء عموماً كان كسراً للبيروقراطية السائدة لدى بعض الإدارات الحكومية وأنموذجا يحتذى للإدارة الناجحة ولوحة رائعة احتوت كافة عناصر المجتمع وتأكيداً على شخوص القواسم المشتركة وبساطة لغة التفاهم والحوار بين الجميع، بهذه العناصر والأدوات تجسدت الروح الحقيقية لأبناء حضرموت و في هذا اللقاء الجريء غير المسبوق استطاع المهندس عبدالله متعافي إيضاح الكثير من الحقائق وإزالة الضبابية واختزال أهداف جمة وإرسال رسائل عديدة كما استطاع مركز ابن عبيدالله السقاف التأكيد على متانة رسالته.