المفهوم الحديث للسياحة يتمثل في كلمتين: "اتصالات، إنسانية" تتم بواسطة مصادر إنسانية أي عملية تدريب الإنسان وتهيئته ليستجيب بشكل صحيح للمطالب التي تفرضها السياحة، وتمثل البند رقم واحد في جدول أعمال أي مشروع سياحي مشترك يراد نجاحه في المناطق السياحية لليمن. إن اليمن تحوي من المشاهد والآثار ما يخلب الألباب والأذهان عادات وتقاليد وأساليب حياة لم تتغير منذ قرون من الزمان وآثار سد مأرب الشهير، وصهاريج الطويلة في عدن، وقلعة صيرة المنتصبة على فوهة جبل صيرة وغيرها من القلاع والحصون التاريخية في عموم مناطق اليمن. وهناك جزيرة سقطرى أو المتحف الطبيعي لأندر النباتات وأشجار "دم الأخوين".. هذه الجزيرة المليئة بالأساطير التي أصبحت اليوم قبلة السياح ومقصداً لعلماء النبات في العالم. وفي اليمن ينجذب السائح القادم على "شبام" المدينة التي تطل على رمال الربع الخالي، برؤية بنايات تناطح السحاب بناها اليمنيون الأقدمون قبل بناء ناطحات السحاب في نيويورك لمئات السنين، والروعة في هندسة هذه العمارات ذات التسعة طوابق المشيدة بالطين الرملي وجذوع النخيل، فمدينة شبام تعد واحدة من أعاجيب الدنيا، بل كنزاً سياحياً حقيقياً، بالإضافة إلى مدينة صنعاء القديمة التي بنيت في عهود ما قبل التاريخ الإسلامي، وتعتبر تحفة فنية رائعة في هندسة الفن المعماري اليمني. واليمن تضم أكثر من ألفي كيلومتر من الشواطئ الساحرة التي تحتضن البحر الأحمر والمحيط الهندي وبحر العرب وخليج عدن الذي يتميز بأجمل السواحل الخلابة مثل شاطئ جولد مور (الساحل الذهبي) وخليج الفيل. وهذا الامتداد الهائل للشواطئ يمكن السائح من الاستخدام على مدار أيام السنة. إن اليمن لديها أماكن سياحية فريدة وجذابة لم تجد الفرصة المواتية لاستثمارها واستصلاحها على نطاق واسع وبين الشعاب المرجانية المتناثرة في مياهنا اليمنية، تعيش ملايين الأسماك الملونة التي توفر متعة زائدة للسياح الذين يعشقون هواية الصيد تحت الماء. وفي اليمن توجد عشرات الينابيع مثل "السخنة" و "حمام علي" جنوبالحديدة، وتستعمل مياهها لعلاج المفاصل والتهاباتها كما تستعمل مياه عيون جبل صبر لدر البول، ومياه عيون العدين قرب تعز لعلاج آثار البلهارسيا والإمساك. إننا قبل أن نطالب السياح الأجانب بالتدفق على بلادنا، يجب أن نتعرف نحن أولاً على بلادنا، لذلك نناشد الجهات المختصة في قطاع السياحة بإيلاء اهتمام كبير للسياحة الداخلية للمواطنين اليمنيين، فهي التي ستساهم بشكل إيجابي في دعم الأماكن السياحية داخل القطر اليمني. ولا ننسى في الختام أن نقول: إن إجراءات الحدود والجمارك ذات أثر بعيد ودائم على نفسية الإنسان فهي الانطباع الأول الذي يتكون لدى السائح عن البلاد ويبقى حياً في ذهنه طوال رحلته.. إن كل ما يريده كل مسافر في هذه الدنيا هو سهولة العبور والحصول على معاملة إنسانية طيبة.