قال أشعب : دخلت على سالم بن عبد الله بن عمر ، فقال : حمل إلينا هريسة ، وأنا صائم ، فاقعد كل ، قال : فأمعنت ، فقال : أرفق فما بقي يحمل معك ، قال : فرجعت ، فقالت المرأة : يا مشؤوم بعث عبدالله بن عمرو بن عثمان يطلبك ، وقلت : إنك مريض ، قال : أحسنت، فدخل حماماً وتمرج بدهن وصفرة، قال : وعصبت رأسي ، وأخذت قصبة أتوكأ عليها وأتيته، فقال : أشعب ؟ قلت : نعم ، جعلت فداك ما قمت منذ شهرين، قال : وعنده سالم ، ولم أشعر ، فقال : ويحك يا أشعب، وغضب وخرج ، فقال عبد الله : ما غضب خالي سالم إلا من شيء، فاعترفت له ، فضحك هو وجلساؤه ، ووهب لي ، فخرجت ، فإذا أشعب قد لقي سالماً ، فقال : ويحك ألم تأكل عندي الهريسة ؟ قلت : بلى ، فقال : والله لقد شككتني .