أنهت اللجان العاملة بالمهرجان الوطني للتراث والثقافة السادس والعشرين كافة الاستعدادات لظهور المهرجان بالشكل المشرف الذي يليق بالحدث الوطني الكبير فيما تم حشد كافة الامكانيات والتسهيلات اللازمة لدخول الزوار الذي سيشهد انطلاقة العديد من الفعاليات الثقافية المتنوعة. وقد بدئ المهرجان قبل 24 ساعة من افتتاحه كخلية من النحل الدؤوب فالجميع يعمل على قدم وساق استعدادا لانطلاقته التي أصبح ينتظرها المواطنون بكل شغف كظاهرة احتفالية وشعبية مميزة تحكي قصة تاريخ وحضارة وثقافة ونهضة هذا البلد على مر العقود، احتفالية لا تخلو من مشاركة ضيوف من الخارج يتنافسون في كل عام لابراز الوجه الحضاري والثقافي لبلدانهم أمام الوفود الزائرة للمهرجان من الداخل والخارج. وأكد ضيوف المهرجان أن الكارثة التي مروا فيها لم تؤثر على مشاركتهم في مهرجان التراث والثقافة وأنهم قد خصصوا عدة أركان لعرض ما حل ببلادهم من دمار إثر الزلازل التي أصابتها، موضحين في الوقت ذاته أن عرضهم لآثار الزلازل لم يكن بهدف عرض الكارثة والضرر بل كي يثبتوا للجميع أنهم قادرون على النهوض من جديد وسريعا بما يمتازونه من قدرات وإمكانيات، منوهين بالدور الكبير للمملكة من خلال تبرعاتها ودعمها اللا مستغرب ومؤكدين ان اليابان تقدر ذلك الدعم وتشكره لمملكة الإنسانية. وأوضح المنظمون أنهم من خلال استضافتهم في الجنادرية هذا العام سيعرضون أصالتهم وتراثهم وحداثة المجتمع الياباني ومدى الانسجام بين الماضي والحاضر لديهم، كما أنهم يعتزمون إقامة 11 عرضا مستقلا ما بين غنائي وفلكلوري ومسرحي للزوار، وحرصا منهم على تذوق الجميع لتراثهم وعراقتهم سيتم تنظيم دخول الزوار للجناح إلى 100 زائر في كل دفعة. وقد جهزوا لهذا من خلال تقسيم الجناح إلى أربعة أقسام يمر بها الزائر ويرى من خلالها فيلماً وثائقيا عن الصداقة بين المملكة واليابان، المنزل الياباني التقليدي، منتجات يابانية، تراث الأسلحة ومعرض للفن التشكيلي. كما عبروا عن بالغ سرورهم للمشاركة في مهرجان تراث المملكة وعن الصداقات التي تجمعهم بها من النواحي الاقتصادية والاجتماعية والتعليمية، حيث ستشهد المملكة أول قسم لتعليم اللغة اليابانية مع مطلع العام الدراسي القادم في جامعة الأميرة نورة بنت عبد الرحمن. من جهة اخرى أكد رئيس لجنة التراث والفنون الشعبية عبدالله بن سليمان الجبالي أن المهرجان أتى ثماره طوال 26 عاماً من الجهد حيث كان عبارة عن سوق شعبية تطورت إلى قرية لتصبح أخيرا مدينة بمبان ثابتة تسعى جميع دول العالم للمشاركة فيها، موضحا أنهم تلقوا حاليا العديد من العروض للمشاركة في العام القادم. وأبان أن المهرجان لم يعد ذا أبعاد وطنية بل امتدت أبعاده إلى دولية وعلاقات صديقة، كما أنهم يستفيدون مما تبقى من مشاركات الجنادرية في توزيعها على السفارات والقنصليات كهدايا تذكارية. وحول مشاركة اليابان هذا العام قال الجبالي: إننا حرصنا على استضافة الدولة بكامل سياحتها وطقوسها وتراثها، ليتسنى للزوار معرفة كل ما يرتبط بهذه الدولة من أساليب حضارية تتناسب وتوجهات المملكة التطويرية.