أكد المشاركون في الندوة الصحفية لعرض الجزء المتعلق باليمن في تقرير الأممالمتحدة الخاص بالإيدز، أهمية تفعيل الدور الإعلامي للتوعية الصحية حول مرض فيروس نقص المناعة المكتسبة الايدز ومساندة الأشخاص المتعايشين مع المرض لتجنيبهم وصمة العار وإدماجهم في المجتمع . وفي مفتتح الندوة التي نظمتها وكالة الأنباء اليمنية (سبأ) وبرنامج الأممالمتحدة المشترك لمكافحة الايدز ومركز إعلام الأممالمتحدةبصنعاء بالتعاون مع وزارة الصحة العامة والسكان أكد رئيس مجلس إدارة وكالة الأنباء اليمنية (سبأ) رئيس التحرير طارق الشامي، ضرورة العمل المتواصل للتوعية وبشكل متواز من اجل الاستجابة لمكافحة الايدز وأن لا تكون التوعية موسمية فقط. ونوه بالتقدم المحرز في اليمن لمنح المتعايشين مع المرض حقوقهم الإنسانية من خلال سن قوانين ولوائح وأنظمة تؤكد حقهم في الحياة الطبيعية بما في ذلك الحصول على فرص عمل. وابدى الشامي استعداد الوكالة لتسخير كافة الإمكانيات بهدف إيصال الرسالة الإعلامية للتوعية المجتمعية لكسر الحاجز النفسي بين المتعايشين مع مرض الإيدز وادماجهم في المجتمع بحيث يتم التعامل معهم كغيرهم من المصابين بأي أمراض مزمنة أخرى مثل الضغط والسكري. من جانبه استعرض مدير البرنامج الوطني لمكافحة الإيدز والأمراض المنقولة جنسيا بوزارة الصحة العامة والسكان الدكتور عبدالحميد الصهيبي تقريرا تضمن جهود وزارة الصحة خلال السنوات الماضية لرفع مستوى الدعم الصحي في هذا الجانب بهدف الحد من انتشار هذا المرض في المجتمع. وأوضح لدكتور الصهيبي أن أحدث التقديرات تشير إلى أن إجمالي حالات الإيدز في اليمن يصل إلى 30 ألف حالة ما بين مصابين ومتعايشين وحالات مخفية، مؤكدا أن أهم التحديات التي يواجهها البرنامج تتمثل في توفير كل ما يتعلق بالمتعايشين مع الايدز وكذا المساندة المحدودة والموسمية للوسائل الإعلامية المختلفة في تثقيف المجتمع بطرق الوقاية والحد من انتشار المرض وبكيفية إلغاء ثقافة وصمة العار السائدة في المجتمع حيال المصابين بالمرض أو المتعايشين. بدورها أوضحت منسقة برنامج الأممالمتحدة المشترك لمكافحة الإيدز الدكتورة فوزية غرامة، أن اليمن اتخذ خطوات كبيرة في مجال مكافحة الايدز خلال السنوات الماضية، حيث كان اليمن من أوائل الدول التي تسن قانوناً لحماية حقوق الأشخاص المتعايشين والمصابين بالمرض، بالإضافة إلى التطورات التي حدثت في المجتمع اليمني لمكافحة الايدز والحد من انتشاره. ولفتت إلى أن الأممالمتحدة وبعد مرور 30 عاما على اكتشاف المرض دعت الجهات الحكومية وغير الحكومية في جميع دول العالم إلى عقد اجتماع رفيع المستوى في نيويورك خلال الفترة 8 - 10 يونيو 2011م بهدف مناقشة تقرير حول الإيدز في العالم للخروج بصياغة آليات جديدة لمكافحة المرض خاصة بعد ظهور ملامح جديدة للمرض خلال العقدين الماضيين. وأشارت إلى أن برنامج الأممالمتحدة يهدف للخروج برؤية جديدة ترتكز على محاولة الوقف التام للإصابات الجديدة بالفيروس والقضاء التام على التمييز ضد المصابين بالمرض وكذا عدم حدوث أي وفيات إثر هذه المرض. وفي الندوة أكد ممثل صندوق الأممالمتحدة للسكان مارك فاندنبرغي ومدير مركز إعلام الأممالمتحدةبصنعاء سمير الدرابي ، دعم الأممالمتحدة لكافة الجهود الدولية والوطنية من اجل تسريع جهود مكافحة المرض بالإضافة إلى توفير كافة أشكال الرعاية للمصابين والمتعايشين مع فيروس الايدز.. لافتا إلى مساهماتها المختلفة لتوفير الدعم النفسي لمرضى الإيدز وتوعية المجتمع بماهية المرض، وطرق الإصابة وكيفية الوقاية. واستعرضت الندوة تجربتين من المتعايشين مع المرض وأنشطتهم في الحياة العامة وكذلك الصعوبات التي يواجهونها في الحصول على عمل والاندماج في المجتمع . وقد أثريت الندوة بعدد من المداخلات للصحفيين والمتخصصين من الجهات الحكومية ذات العلاقة ومنظمات المجتمع المدني حول الدور الإعلامي في إيصال الرسائل المختلفة وضرورة دعم المصابين والمتعايشين مع المرض من خلال توفير مختلف الخدمات سواء كانت علاجية أو وقائية أو رعائية لمساعدة المصابين في التغلب على التحديات التي يواجهونها مع مرض الايدز وممارسة حياتهم الطبيعية كبقية أفراد المجتمع.