منذ الأيام الأولى للاعتصامات و"دهاقنة" الفوضى والإرهاب والتخريب يدلسون على الرأي العام المحلي والعالمي، بأن ساحات الاعتصامات قد أذابت كل الاختلافات بين الأحزاب والتيارات والقبائل والعسكر.. لكن الممارسات الاقصائية والاعتداءات والتهميش والاعتقالات كانت ولا تزال حاضرة، تؤكد أن القوى الظلامية سيطرت تماماً على الوضع بمليشيات ومقاتلين وخطباء ومفتين وبنادق ودبابات وأشياء أخرى.. وما أكثر الممارسات الوحشية التي اقترفتها مليشيات المشترك ولا تزال تمارسها ضد الشباب والشابات في الساحات، إلاَّ أن التعتيم الإعلامي قائم على أشده في الساحات من خلال حصار مفروض على وسائل الإعلام التي لا تسير في فلك الفتنة والانقلاب. ورغم أن مليشيات الإصلاح وعلي محسن نهبت كاميرات وهواتف ناشطات كن أقدم من دخل ساحات الاعتصام، إلا أن بعض الشباب تمكنوا من تصوير الاعتداء الوحشي الهمجي على الناشطات. وقد استطاعت الناشطات المعتدى عليهن الاحتفاظ بالصور الوحشية في أذهانهن، وكشفن عن بعض منها في لقاء تضامني أقامه زملاء وزميلات لهن.. ونشرت صحيفة ""الجمهور"" جزءاً من تفاصيل ما كشفته تلك الشابات والشباب برواياتهم لوقائع الاعتداءات.. حيث قالت أمل الباشا حول تفاصيل حادثة اعتداء عناصر الفرقة الأولى مدرع والإخوان المسلمين على الناشطات الحقوقيات يوم السبت ( 2011/4/16م) مع العلم أن الجناة المعتدين على الناشطات والنشطاء بدلاً من معاقبتهم ومحاكمتهم كوفئوا برتب عسكرية.. قالت:(جاءني اتصال حوالي الساعة السادسة ونصف من الأستاذ عبدالكريم الخيواني وهو منفعل ومتشنج.. (ما هو اللي حصل ضربوكن وخطفوا بعض النسوان؟!!).. أني استغربت وقلت لا يا عبدالكريم ما لك يا أخي تزود ولا حصل أي حاجة، لأنني جيت من عصر وكنت با روح على الخمسين، لأنهم قالوا التوجه يكون إلى المحكمة.. فحطيت سيارتي عند المحطة والتحمت في المسيرة من البداية، فبدأت آخذ صوراً بالاتجاه المعاكس.. المهم بعدما تعبت وقفت ورجعت أمشي إلا وسمعت طلقتين نار يعني من هنا أو من هناك.. بدأين النساء يخافين وواحدة صاحت فجعتني!!! وأنا أقول لها يا أخت اسكتي.. يعني هذولا فقط حق المؤتمر يفجعونا.. هذولا طماش!!!.. ما توقعت أن يكونين بالفعل طلقات رصاص.. شوية وسمعتهن يقولين اسرعين اسرعين، والتفت المسيرة ودخلت من شارع الرباط.. اللي حصل بعد كذا انه بعدما كلمني عبدالكريم وقال لي حصل خطف وضرب وكذا ويقول لي هدى العطاس تعرضت لذلك، اتصلت بهدى وقالت لي اللي انضربت بشكل جامد أروى عثمان واتصلت لأروى أقول لها ايش اللي حصل يا أروى، تقول لي "شلوا المشقر حقي والحلق" إني ما شمشيش إلا بالمشقر والحلق، فقلت يبدو أن هذه مهاوشات حصلت.. حصلت اتصالات عديدة تؤكد أنه حصل لهن ضرب بالبنادق تواصلنا مع توكل كرمان وشرحنا لها ما حدث وقلنا لها ما تنسيش أن هذولا أخوات لك تعرضن للإهانة والضرب، ولكل المشاكل، ما سمعنا منكم أي حاجة ولا عملتم أي شيء، قالت لي لو سمحت يا أمل إنها ثورة.. كله يهون من أجل الثورة.. رجاءً ما نعملش أي حاجة علشان الثورة تنجح، قلت لها أن شاء الله الثورة هذي عمرها ما نجحت إحنا صابرين للآن هذا الشهر الثالث، انتهاكات دائمة في الساحة وضرب وقلت لها الآن في استياء شديد جدا منك.. اليوم الذي تم اعتقالك فيه ما حدش سكت كلنا صحنا وإحنا معاكي بالرسائل وبالايميلات، وخصوصا الأخت أروى خرجت، قالت لي توكل ايش العمل الآن اللجنة الأمنية ما نقدرش نضبطها، لكن الفرقة ممكن واحد يتكلم معها؟!!.. المهم هذا هو كان الموقف وأني شاهدة على الرصاص التي أطلقت).