وقعت في المنظمة الدولية للتربية والثقافة والعلوم «اليونسكو» بباريس اتفاقية لتنفيذ برنامج الملك عبدالله بن عبدالعزيز العالمي لثقافة السلام والحوار، وقعها من جانب اليونسكو معالي المدير العام للمنظمة إيرينا بوكوفا ومن جانب المملكة العربية السعودية نائب وزير التربية والتعليم الأمين العام لمركز الملك عبدالعزيز للحوار الوطني الاستاذ فيصل بن عبدالرحمن بن معمر. ويعد البرنامج الأحدث في أروقة المنظمة، وأُعلن عن إطلاقه في مذكرة تفاهم وقعها مدير عام المنظمة مع الأمير فيصل بن عبدالله بن محمد وزير التربية والتعليم، في شهر أكتوبر الماضي. وتنص الاتفاقية على تنفيذ البرنامج في مقر المنظمة وبدعم من المملكة العربية السعودية تبلغ قيمته خمسة ملايين دولار، ويختص بنشر ثقافة السلام التي هي منطلق العلاقة الإنسانية، وإشاعة ثقافة الحوار بين دول وشعوب العالم، وترسيخ مبادئ العمل المشترك من أجل النهوض بالوعي تجاه جعل الحوار سبيلاً لحل الخلافات وجعل الأمن الدولي والسلام العالمي بديلاً عن العنف. من جهتها، أشادت المدير العام لمنظمة اليونسكو السيدة إيرينا بوكوفا في كلمتها أمام المجلس التنفيذي في دورته 186 بتوقيع الاتفاقية بين المملكة العربية السعودية والمنظمة، مؤكدة الدور الإنساني والحضاري للمملكة العربية السعودية على المستوى الإقليمي والدولي، وبصفة خاصة على مستوى اليونسكو وما قدمته المملكة من برامج ولقاءات وجوائز دولية تشجيعية ذات علاقة بالتقارب بين الثقافات والحضارات، تقدم لدعم وتشجيع كل من يسهم في مجالات الحوار وثقافة السلام والتلاقي بين الثقافات. واستقبل أعضاء المجلس التنفيذي الذي يتكون من 58 دولة إنشاء المركز بالتقدير لدور المملكة في نشر ثقافة السلام والحوار، مؤكدين أن تلك الخطوة مهمة في دعم العمل الدولي الرامي إلى التعايش السلمي القائم على الحوار بين شعوب دول العالم، وقد تلقى ابن معمر التهاني والشكر من ممثلي الدول من وزراء خارجية وتربية وثقافة من مختلف جهات العالم. من جهته، قال الأمين العام لمركز الملك عبدالعزيز للحوار الوطني: « إننا في المملكة العربية السعودية حكومة وشعباً مؤمنون بأن الحوار هو سبيل الشعوب للالتقاء والتعايش السلمي، وأن العنف الذي يشهده العالم هو نتيجة الرفض للآخر، وتبني سياسة الإقصاء، والاتجاه نحو أحادية الرأي». وأضاف أن الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود حمل على عاتقه أن يكون الحوار بين الثقافات والشعوب هو خيار العالم تجاه الصراعات العالمية، وقد بدأ - حفظه الله - الحوار من مكةالمكرمة حين جعل ذلك منطلقاً لرأب الصدع وجمع الكلمة بين المسلمين على اختلاف مذاهبهم وأطيافهم، ليكون ركيزة أولى نحو التقاء أتباع الديانات والحضارات والثقافات.