اتساع نطاق العمل التطوعي الشبابي وتوجهه في عالم متنوع هو المحور الذي يدور حوله مؤتمر الشباب للعمل التطوعي والحوار في جدة، والذي افتتحه وزير التربية السعودي الأمير فيصل بن عبد الله آل سعود والمديرة العامة لمنظمة اليونسكو إيرينا بوكوفا. الرياض: قالت المديرة العامة لمنظمة اليونسكو إيرينا بوكوفا اليوم الثلاثاء، أثناء افتتاح مؤتمر الشباب للعمل التطوعي والحوار الدولي في جدة بالسعودية، إن العمل التطوعي والحوار متلازمان، يعزز كل منهما الآخر، ويسيران نحو هدف مشترك هو توحيد الناس حول قضية مشتركة. احتفاء بالتنوع يركز المؤتمر الذي تنظمه منظمة اليونسكو ووزارة التربية والتعليم في السعودية ومركز الملك عبد العزيز للحوار الوطني على مدى اتساع نطاق العمل التطوعي الشبابي وتوجهه في عالم متنوع. ويأتي المؤتمر في إطار اتفاق التعاون الذي وقع في العام 2010 مع وزير التربية التعليم السعودي الأمير فيصل بن عبد الله آل سعود، دعمًا لبرنامج الملك عبد الله بن عبد العزيز الدولي لثقافة السلام والحوار، ويرمي إلى الاحتفاء بالتنوع وترسيخ ثقافة السلام وتعزيز التعلم للعيش معًا في المدارس والجامعات ووسائل الإعلام. وعند افتتاح المؤتمر أمام جمهور يضم 170 مشاركًا أتوا من أكثر من 30 بلدًا، بينهم شباب لهم تجارب في العمل التطوعي على الصعيد العالمي، قال الأمير فيصل: "في السعودية، يمثل الشباب النسبة الأكبر من السكان، ولدينا قناعة راسخة في أنهم صانعو المستقبل، وسنمنحهم مزيدًا من الفرص لإبراز مواهبهم وطاقاتهم تحقيقًا لرؤيتهم الأكثر طموحًا والأشد رسوخًا والأطول استدامة". مواطنة عالمية يأخذ العمل التطوعي أشكال عدة في جميع أنحاء العالم، ويعكس حاجات مختلفة وسياقات ثقافية متنوعة. وقالت المديرة العامة لاليونسكو: "إن العمل التطوعي يتجاوز بكثير القيام بعمل لإكمال مهمة ما، بل هو صياغة أشكال جديدة ذات معنى للحوار بين الثقافات الذي يتعدى التبادل من خلال الشبكات الاجتماعية، ويستدعي المسؤولية الشخصية والاستعداد للاستماع والتعلم، بغية فهم وتغيير وجهات النظر الشخصية للتأقلم مع التحديات الجديدة. وأضافت: "هذا ضروري لخلق أشكال جديدة من المواطنة العالمية، التي يحتاجها العالم اليوم للاستجابة للأزمات الإنسانية ولبناء السلام، ولصياغة مقاربات جديدة للتنمية المستدامة، وللاستفادة أكثر من التنوع الثقافي الإنساني الهائل". في خطابه الافتتاحي، قال فيصل بن عبد الرحمن بن معمر، أمين عام مركز الملك عبد العزيز للحوار الوطني ومركز الملك عبد الله بن عبد العزيز الدولي للحوار بين الأديان والثقافات: "إن دورنا جميعًا، أفرادًا ومنظمات، يكمن في العمل على تعزيز ثقافة التطوع والحوار، باعتبارهما ثقافة إنسانية في المحل الأول، وما اجتماعنا هنا إلا لتعزيز قيمة هذه الثقافة، وإبراز مكامن المشترك الإنساني في ما بيننا جميعًا، عبر إقامة حوار فعال خلال أيام المؤتمر بين مختلف الشباب المشارك، فالإيمان بالعمل التطوعي يسهم في إعلاء فرص الحوار، وزيادة التعاون بين الأفراد، وإبراز الوجه الإنساني للعلاقات الاجتماعية، وتشجيع التفاني في البذل والعطاء عن طيب خاطر في سبيل سعادة الآخرين". بناء السلام وكان حفل الافتتاح فرصة لمكافأة الفائزين الثمانية بالمسابقة العالمية للتفاهم المتبادل، الأولى من نوعها والتي شارك فيها أكثر من 1.300 شاب، تتراوح أعمارهم بين 14 و25 سنة. وتبين الأعمال الفائزة قدرة الشباب على تسليط الضوء على القيم الأساسية لثقافة السلام واللاعنف، بما في ذلك احترام التنوع والحوار بين بين الأديان والثقافات والعدالة والإنصاف. وينظم المؤتمر بين 3 و5 كانون الأول (ديسمبر) خمس ورش عمل، تقدم دعمًا عمليًا للمشاركين لتحفيز تغيير يكون له أثر من خلال العمل التطوعي. وتشمل المواضيع المطروحة تغذية ثقافة الحوار، وبناء السلام والمساعدات الإنسانية، وثقافة السلام والتنمية المستدامة، وتعزيز التنوع الثقافي والحوار بين الثقافات. وافتتح بعد الجلسة الافتتاحية معرض أفضل ممارسات العمل التطوعي الناجحة في مختلف مناطق العالم. وأثناء الدورة الختامية، سيتم اعتماد الإعلان الذي سيرسم الملامح الرئيسية لخطة عمل مبتكرة خاصة بالعمل التطوعي، كما سيحددها المشاركون الشباب.