صدر مؤخراً كتاب جديد للكاتبة السورية غادة السمان يضم آخر حواراتها تحت عنوان (استجواب متمردة)، يعد الجزء الثامن عشر في سلسلة (الأعمال غير الكاملة) التي دأبت الكاتبة على إصدارها وعن دار نشرها (منشورات غادة السمان). وكتب ياسين رفاعية بجريدة (المستقبل) أن الكتاب يضم كتابات للمؤلفة لم يسبق نشرها. وهو كذلك جزء من مجموعة أحاديث ومقابلات صحافية بينها وبين زملائها من الكتاب والصحافيين. التي صدر منهما سابقاً: (القبيلة تستجوب القتيلة)، (البحر البحر يحاكم سمكة)، (تسكع داخل جرح)، (محاكمة حب) و(ستأتي الصبية لتعاتبك). الدكتور رياض عصمت الكاتب والمسرحي ووزير الثقافة الحالي في سوريا كتب على الغلاف الأخير من هذا الكتاب: (تمكنت هذه الكاتبة والشاعرة السورية من أن تبحر بجهود فردية في قارب صنعته بنفسها وسط بحار من الأمواج المتلاطمة والأعاصير والأنواء ، سافرت في السندباد، وغزت ثقافات أجنبية مختلفة، وترجمت لأكثر من لغة حية. واحتفي بها ليس كسفيرة الأدب النسائي العربي فوق العادة فحسب، بل كممثلة للأدب العربي الحديث عند الرجال والإناث على السواء). تقول السمان: إنني لا أفتعل مجزرة، وقصصي ليست.. محرقة جماعية، لكنني لا أستطيع أيضاً تجاهل الألغام المزروعة في تربتنا السياسية والقومية والاجتماعية والإنسانية وإذا داس أحد أبطالي على لغم، فلا بد له أن ينفجر به.. إنني لا أستطيع أن أزيف الفن بحجة التفاؤل.. لكنني بالمقابل أستطيع أن أدل على مواطن للتفاؤل غير وهمية وموجودة في تربتنا العربية بالرغم من الألغام والعبوات الناسفة كلها، أنني أحاول تنمية بذور الأمل ورعايتها، لكنني سأظل أشير إلى الذين يحرمونها من الماء عمداً أودونما قصد.. ثمة خطيئة لا تروق لي: تزييف العنف لضرورات موهومة، فالفن المزيف لا يمكن له في النهاية أن يخدم قضية.