حصلت الأديبة الأردنية د. سناء الشعلان على جائزة معبر المضيق الدولية للقصة القصيرة للعام 2011 عن قصتها الجديدة غير المنشورة (حيث البحر لا يصلي). والجائزة العالمية التي مقرها في إسبانيا تصدر عن مؤسسة ثقافة ومجتمع الإسبانية، بالتعاون مع إدارة قصر الحمراء وخنيراليف ومؤسسة البيسين وجمعية اليونسكو من أجل النهوض بالآداب. وسوف تسافر الشعلان لاستلام الجائزة رسمياً في حفل دولي يقام في قصر الحمراء في مدينة غرناطة الإسبانية حيث سيكون هناك إشهار رسمي للقصة الفائزة بعد أن تم طباعتها وترجمتها في كتاب خاص. وأعربت الشعلان عن فائق فخرها بهذه الجائزة التي تعدها رصيداً إضافياً يسجل في سِفر منجزات الوطن والجامعة الأردنية التي يسعدها أن تحصل على جائزة باسمها، وهي من كانت الراعي الدائم لها ولإبداعاتها. ويذكر أن القصة الفائزة (حيث البحر لا يصلي) قصة خيالية تستفيد من المحددات الواقعية مثل المكان والزمان والشخوص في إبراز جانب من جوانب التجربة الجمعية التي تستلهم من المرور السنوي لملايين الأشخاص من أوروبا إلى أفريقيا ومن أفريقيا إلى أوروبا عن مضيق جبل طارق، وذلك في طور الإشارة بطريقة أو بأخرى إلى العلاقة القائمة بين الثقافتين الغربية أو الإسبانية، خصوصاً المظاهر الثقافية لهاتين الحضارتين. وهذه القصة تبرز ملامح تلك الصورة النمطية التي يكونها الإنسان العربي في ظل أزماته الحضارية والإنسانية والاجتماعية للثقافة الغربية، وهي صورة مضللة فيها الكثير من المغالطات والأحلام والأماني المبالغ فيها، ولذلك يكون أسير هذه الصورة، ويعتقد دائماً أنه سيجد نفسه وحريته وأحلامه عندما يخلع حضارته ويتوجه إلى العالم الآخر، وبدلاً من أن يحاول أن يخلص لواقعه بحثاً عن حلول لمشاكله، يقرر الهرب إلى العالم الغربي، ويبذل كل جهوده من أجل ذلك، ولو عبر الهجرة غير الشرعية، وهناك يكتشف أنه ضائع بكل ما في الكلمة من معنى، ويخسر نفسه بشكل كامل، وتذهب أحلامه أدراج الرياح. وتكون خيبة الأمل أكبر عندما تكون المهاجرة امرأة تحلم بالحرية والسعادة والإنصاف في عالم لطالما سمعت عن قيم الحرية والعدل فيه، ولكنها تصعق عندما تكتشف أنها لا تستطيع في ذلك العالم أن تعرب عن أي من أحلامها (الحرية والسعادة والإنصاف) فضلاً عن عدم القدرة على الحصول على أوراق هجرة شرعية وإقامة رسمية في البلد المهاجر إليه.