أوصى المشاركون في ورشة العمل التي نظمتها مؤسسة حضرموت لمكافحة السرطان أمس بعنوان "بنك الدم في حضرموت المعوقات والحلول" بالدعوة إلى التعجيل بإنشاء المركز الوطني لبنك الدم وأبحاثه بحضرموت وتكليف مكتب الصحة والسكان بالمحافظة بمتابعة المشروع (إنشاء وتمويلا) وسرعة استلام الأجهزة الخاصة ببنك الدم في المحافظة الموجودة في بنك الدم المركزي بصنعاء والبحث عن تمويل عاجل لجهاز فصل مكونات الدم ودعم جهود جمعية شريان الحياة لتقدم خدمات أفضل للمجتمع ونشر ثقافة التبرع بالدم بين المواطنين ومساعدة العاملين الصحيين على متابعة الحديث في علم نقل الدم. والدعوة إلى عقد لقاء مع مدراء المرافق الصحية المعنية لتطبيق توصيات ورشة العمل. وفي افتتاح الورشة طالب عضو مجلس النواب الأخ أحمد سعيد الصويل كافة الجهات الرسمية والشعبية بتوحيد جهودها للعمل على التسريع في إنشاء مركز وطني لنقل الدم في حضرموت كونه بات ضرورة وواجباً دينياً وإنسانياً خاصة وأن حضرموت تحظى بمساحة جغرافية كبيرة وتقدم خدماتها لمحافظات مجاورة. وقال النائب الصويل : إن بناء المركز الوطني للدم سيسهم في تخفيف معاناة المرضى وسيقدم خدماته لهم وللتعامل الآمن مع الدم ومكوناته ومشتقاته لحماية المريض والاستفادة الكبرى من كل وحدة دم يمكن أن يتزود بها البنك ، وأعرب عن أمله في أن يرى هذا المشروع النور قريبا وأن تقوم جهات الاختصاص في وزارة الصحة والسلطة المحلية ومكتب الصحة بالمحافظة بدورها الفاعل في حلحلة جمود المشروع للبدء في تنفيذه في أقرب فرصة ممكنة وإدراجه ضمن مشاريع المحافظة بمساعدة أهل الخير والداعمين. وأشاد عضو مجلس النواب بدور مؤسسة حضرموت لمكافحة السرطان وجمعية شريان الحياة في خدمة المرضى وتأمين حاجة المحافظة من الدم السليم والآمن داعيا إلى زيادة التوعية والتثقيف بين أوساط المواطنين بفوائد التبرع للمريض والمتبرع نفسه. بدوره أكد المدير العام لمكتب الصحة العامة والسكان بساحل حضرموت الدكتور العبد ربيع باموسى أن إنشاء بنك الدم في حضرموت بحاجة لنوايا صادقة مرجعا تأخر إطلاق هذا المشروع الصحي المهم إلى المركزية الحادة التي أسهمت في عرقلة الكثير من المشاريع سواء أكان في حضرموت أو غيرها من المحافظات ، وأضاف أن إنشاء مركز دم متكامل بحضرموت له العديد من الأهداف من أبرزها تأمين دم آمن وسليم وخال من الأمراض لكافة المرافق الصحية لتامين حاجة المرضى من خلال ضمان سلامة الدم وخلوه من الأمراض باتباع أحدث الطرق للفحص عن الميكروبات والفيروسات إضافة إلى ترشيد الاستخدام الأمثل للدم ومشتقاته عند الأطباء العاملين بالمستشفيات وتوفير الخدمات الأفضل للمتبرعين ورعايتهم والمتابعة الصحية لهم وزيادة الوعي عند المواطنين بأهمية التبرع بالدم. إلى ذلك طالب الدكتور حاج الشعيب مدير المركز الوطني لمختبرات الصحة العامة المركزية بضرورة القيام بأعمال رقابة وإشراف سنوي للوقوف على أية مخالفات أو قصور حاصل في بعض بنوك الدم بالمحافظة التي لاتلتزم بأبسط المعايير المطلوبة لنقل الدم ودعا إلى تنظيم لقاء واسع لمناقشة كافة الخدمات المقدمة في بنوك الدم ، مبديا استعداد مختبرات الصحة العامة للبدء في افتتاح قسم لتقديم خدمات بنك الدم بعد تحديد ميزانية وتجهيزات المشروع والعمل على تقديم خدمات مجانية في هذا الجانب. من جانبه أرجع الدكتور أحمد محمد باذيب أستاذ الباطنة والأورام المشارك بكلية الطب جامعة حضرموت رئيس مجلس أمناء المؤسسة أسباب تأخر إنشاء بنك دم متكامل وحديث في حضرموت إلى سوء التخطيط والإهمال مستعرضا معاناة الأطباء من المشاكل الناتجة عن عدم توفر بنك دم حديث لفصل مكونات الدم في أكبر مستشفى في محور حضرموت ، موضحا أن وفاة العديد من المرضى نتيجة مشكلات في نقل الدم أمر غير مقبول في القرن الحادي والعشرين. وأضاف باذيب أن من أهم دواعي نقل الدم هو فقر الدم الحاد الذي يتطلب في حالات كثيرة نقل الخلايا الحمراء فقط في الوقت الذي نقوم فيه حاليا بنقل كافة مكونات الدم دون فصل الأمر الذي قد يصيب المرضى بالعدوى.. مبينا أن عدم وجود بنك دم في حضرموت يضطرنا إلى تحويل كثير من المرضى إلى خارج المحافظة - وهم مهددون بالنزيف في أية لحظة - لتلقي العلاج بينما هناك الكثير من الكفاءات الطبية في المحافظة القادرة على التعامل مع تلك الحالات ، متمنيا أن تتسارع الخطى لإنشاء المركز الوطني لنقل الدم في المحافظة خاصة وان هناك مساحة قد تم تخصيصها في مستشفى ابن سينا. وتقدم بالشكر لجمعية شريان الحياة التي تعمل بصمت لإنقاذ الأرواح آملا أن تجد الدعم الكافي في المرحلة القادمة. كما ألقيت في الورشة التي حضرها الدكتور سعيد الشماسي مدير الحسابات النفطية بوزارة النفط والمعادن كلمات من قبل الإخوة إبراهيم أحمد الحبشي رئيس جمعية شريان الحياة ود. وليد البطاطي المدير التنفيذي لمؤسسة حضرموت لمكافحة السرطان ود. أبو بكر أحمد باعامر مسئول الرعاية الصحية بمنظمة حضرموت الصحية ود. فهمي عرم نائب رئيس جمعية شريان الحياة وحسن القرزي الأمين العام للجمعية شددت جميعها على ضرورة توحيد الجهود لإنشاء بنك الدم بعد تزايد معاناة المرضى، وضرورة الاستقراء للمشكلات الصحية والبحث في حلها وتفعيل مبدأ الثواب والعقاب لمحاسبة المخلين والمخالفين لأخلاقيات نقل الدم في المستشفيات والمراكز الصحية ، وضرورة التوعية والتثقيف بأهمية التبرع ومساعدة المرضى الفقراء في فحوصات بنك الدم. وحذرت الكلمات من أن استمرار هذا الوضع قد يفضي إلى مشاكل لا حصر لها.