أقر اجتماع لوزارة الثقافة والهيئة العامة للمحافظة على المدن التاريخية تشكيل لجنة من عدد من المختصين لعقد اجتماع دوري لمناقشة ما تتعرض له مدينة صنعاء القديمة من مخالفات عمرانية وبحث كيفية وضع الحلول اللازمة تجاهها والرفع إلى الجهات المعنية حول المشاكل التي تواجهها المدينة التاريخية . الاجتماع الذي عقد أمس ناقش ما تعرضت له مدينة صنعاء القديمة من تغيرات أدت إلى وصولها لحالة التدهور الملحوظ و ضم الاجتماع مسؤولي هيئة المحافظة على المدن التاريخية وأمين عام المجلس المحلي بأمانة العاصمة أمين جمعان وعدد من أعضاء المجلس المحلي ومشايخ وعقال مدينة صنعاء القديمة والجهات الحكومية المعنية وفي الاجتماع الذي ترأسه الدكتور محمد ابوبكر المفلحي وزير الثقافة تم عرض فيلم وثائقي استعرض صوراً للمدينة تم فيه توضيح المخالفات التي شهدتها مدينة صنعاء والمتمثلة في البناء العشوائي المخالف للنمط المعماري اليمنية والمتمثل في زحف المباني الإسمنتية والزحف العمراني على المسطحات الخضراء (المقاشم) وكذا صور لعدد من المنازل المهددة بالانهيار نتيجة الفترة الزمنية وكذا تسرب مياه الشرب والمجاري . ومن خلال الاجتماع والنقاش تبين خطورة المرحلة التي تعيشها مدينة صنعاء القديمة خاصة مع افتقار هيئة المدن التاريخية للدعم المادي لمواجهة التحديات المتمثلة في إنقاذ عدد من المنازل من الانهيار الوشيك وترميم عدد من المنازل الأخرى وإيقاف عملية البناء المخالف الذي يزداد يوماً بعد يوم. وفي الاجتماع أوضحت هيئة المدن التاريخية ان هناك أكثر من 2000 مخالفة متنوعة ما بين جسيمة ومتوسطة وبسيطة اجتاحت مدينة صنعاء القديمة ووقفت أمامها الهيئة شبه عاجزة بسبب الافتقار للدعم المادي ولعدم التعاون الجاد من الجهات المعنية . وفي الاجتماع دعا الدكتور محمد المفلحي وزير الثقافة كافة المشايخ والأعيان والسكان إلى بذل أقصى الجهود للمحافظة على هذه المدينة الأثرية من التدهور المعماري الملحوظ ،مؤكداً حرص وزارته على المساهمة الفاعلة للتعاون معهم لبحث أمكانية إنقاذ المدية من الكارثة الحقيقية كما دعاهم لمعالجة الوضع الذي وصفه بالمأساوي في المدينة بالرغم من الجهود المكرسة من الوزارة لحماية المعالم الأثرية في كل المناطق اليمنية. وقال المفلحي «من السهل إنقاذ مدينة صنعاء القديمة اليوم من الانهيار ووضع حد لهذه الإهمال الذي بات ينشب في كافة أركان المدينة لكنه قد يكون غدا صعبا وصعبا جدا في حال استمرت الجهات المعنية في تجاهل واجباتها ومسؤولياتها لحماية المدينة التاريخية تقف مشيراً إلى أن مدينة صنعاء التاريخية تقف وجها لوجه أمام الخطر الحقيقي الذي لم يعد من الحكمة تجاهله او تأجيل التعامل معه ، لأنه امتد حتى بات يشمل معظم أحياء المدينة في وقت تعتبر فيه المدينة إحدى أهم المدن التاريخية في الشرق الأوسط المدرجة في قائمة المدن التراثية العالمية وتجاهل الجهات المختصة القيام بواجباتها إزاء حماية هذه المدينة التي تمثل واجهة اليمن السياحية أمام العالم يعتبر عرقلة لمستقبل اليمن الاقتصادي والسياحي .