إن ما تمر به البلاد اليوم من قتل وتدمير وخراب وإرهاب وانهيار للاقتصاد الوطني وتدمير للبنية التحتية من كهرباء وأنابيب نفط وتقطع للغاز وقطع للمياه وتشريد وقتل للسكان والاعتداء على المنشآت الحكومية والأملاك العامة والخاصة ، وما تعرضت له من النهب والسلب والقتل للشباب ولرجال الأمن والجيش.. يتطلب منا جميعاً المزيد من الاصطفاف والتوحد انتصاراً للآمال والتطلعات الشعبية العارمة المعبرة عن يمن آمن ومستقر ، فاليمن فوق كل شيء، وعلى الجميع استشعار هذه المسئولية كل من موقعه، بعيداً عن المكايدات والمماحكات والقناعات غير السوية، وتحت مظلة النظام والقانون الذي وجد لحماية المصلحة العليا للبلاد. لذلك لابد من الحوار كونه الوسيلة الوحيدة لمعالجة كافة القضايا وما عداه يفضي إلى نتائج كارثية مجهولة العواقب، وأن مسئولية الحفاظ على وحدة الوطن وأمنه واستقراره تقع على عاتق كافة أبناء الوطن وفي مقدمتهم القوى السياسية ،ومن يقف ضد الحوار هو من يشق صف الأمة ويصادر إرادة وحق الشعب في الحوار، وكذلك مستقبل هذا الوطن وأجياله القادمة، بل ويستمر في صناعة الأزمات حتى نجد أنفسنا جميعاً في الهاوية.. لذلك لابد بأن نكون على قدر المسئولية للترحيب بل وتلبية دعوة مجلس الأمن الدولي إلى حوار سياسي شامل بين كافة الأطراف السياسية اليمنية،ولما للحوار من أهمية قصوى لحل الأزمة الراهنة التي تعصف بالبلد ومقدراته، وبما يحقق توافق وطني بين كافة الأطراف والقوى السياسية الموجودة في الساحة، ويحافظ على الوحدة الوطنية والأمن والاستقرار بحيث يتحمل الجميع مسئوليتهم الوطنية في إنجاح عملية الحوار وبما يلبي ويحقق طموحات وتطلعات أبناء شعبنا اليمني في تجاوز الأزمة الراهنة، ويزيل كافة أسباب التوتر السياسي وتداعياته على الوطن والمجتمع. ومن هذا المنطلق، لابد أن نقف وقفة جادة ومسئولة لانتشال اليمن ومنعها من الانزلاق إلى هاوية الحروب والدمار بعد ما وصل حال اليمن اليوم إلى مرحلة خطيرة من التدهور في مختلف مناحي الحياة، وهو الأمر الذي يدعونا بل ويحتم علينا أبناء هذا الوطن العزيز جميعاً أن نعيد حساباتنا في كل أفعالنا ومواقفنا من أجل حماية اليمن من السقوط في مستنقع الرذيلة والحروب قبل أن نجد أنفسنا (كشعب طبعاً) في حال لا نحسد عليه، وحينها لن ينفعنا الندم.. وكلنا يقين بأن الشعب اليمني العظيم لن يسمح أن يعم الخراب والدمار وطنه أكثر مما جرى، وأن الشعب اليمني لن يظل صامتاً ومتفرجاً ووطنه يحرق ويدمر وينجر إلى منعطف خطير قد لا نستطيع العودة منه إلى الخلف.ولن نسمح لأحد أن يتطاول أو يتجرأ أو يعبث بأمننا ووحدة شعبنا، كفى ويكفي ما جرى وما حدث، لذلك نطالب المؤتمر الشعبي العام وحلفاءه واللقاء المشترك وشركاءه إلى جانب الشباب في الساحات وكافة القوى السياسية الأخرى بالمشاركة الفاعلة في حوار وطني شامل يحافظ على وحدة اليمن وأمنه واستقراره، ويخرج اليمن مما هو فيه. ومن هنا نعتبر الدعوة إلى الحوار بمثابة السير في طريق آمن لتحقيق التغيير المطلوب، والمنشود لكافة أبناء الشعب اليمني وكسب معركة المستقبل بالتعبير الصادق والأمين وانتصاراً لإرادة الشعب في تلبية تطلعاته وتحقيق أمانيه. وترجمة لحرصنا الشديد على وحدة وسلامة وأمن واستقرار الوطن فإن الواجب يحتم علينا جميعاً أبناء اليمن ،من علماء وأهل رأي ومفكرين ومنظمات مجتمع مدني وأحزاب سياسية وشباب وكل شرائح المجتمع الالتفاف الصادق والحقيقي حول طاولة الحوار الوطني، ولتكن المبادرة الخليجية مع أية أفكار أخرى تقدمها الأطراف اليمنية أرضية للحوار تسهم في إخراج بلادنا من الأزمة السياسية الحالية . فطاولة الحوار هي الوجهة التي ينتظرها ويتطلع إليها الشعب اليمني أكان من السلطة أو المعارضة أو الشباب..هناك فقط تتحدد المواقف الوطنية وتتجسد الأهداف الوطنية لليمن وأمنه ووحدته واستقراره ويعود اليمن سعيداً كما كان سعيداً.