الشيخ الزنداني عرف بالتلفيق فيما يسمى «الإعجاز العلمي».. و في السياسة، هو ماكر من الدرجة الأولى تسمى بعالم دين وليس بعالم، ومن يقرأ البيانات التي يصدرها مرة باسم هيئة العلماء ومرة باسم اتحاد العلماء ومرة باسمه سوف يلاحظ كيف ان الرجل ينصب للمساكين شركاً من حبائل مكره، ويستخدم المقدسات لخدمة أهوائه السياسية متعمداً دون شعور بحرج أو إثم. والذين يعرفونه ويتأملون في غشه لا يصدقونه ولا يقبلون منه قولاً ولا يسكتون عن مكره، ، كما حدث من قبل العلامة العمراني الذي تخلى عن البيان الأخير الذي أصدره الزنداني باسم «العلماء» ودلّس على العلامة بانتزاع توقيعه، وعندما نشر البيان قال العلامة العمراني: لقد دلسوا علي، ووصف البيان بأنه بيان يحث على الفرقة والفتنة، وهو كذلك بالفعل لأنه منشور سياسي وضعه الزنداني ووقع عليه أتباعه المتطرفون لغرض واضح في المنشور من أوله إلى آخره، حيث يدعو إلى إرجاع القوات العسكرية والأمنية التي تحارب الإرهابيين وعصابات الإجرام إلى ثكناتها، بل وإخراجها بعيداً، بينما يدعو قيادات الجيش إلى الالتحاق بالفرقة الأولى مدرع التي تنتشر في الشوارع والأحياء لإخافة المواطنين وإعاقة حركتهم وقطع الطرقات، وغرض الزنداني هنا واضح . وقد حاول الزنداني المكر باسم الدين والعلماء لإحداث شق داخل النظام القائم من خلال الادعاء أن نائب رئيس الجمهورية قد نقل السلطة إليه في ظل وجود رئيس الجمهورية خارج البلاد، وأن عودته ميئوس منها، وهذا المكر لقي صدمته على صخرة المناضل عبد ربه منصور هادي الذي يمارس صلاحياته كنائب لرئيس الجمهورية بكل حنكة واقتدار وثبات وطني، كما سقط هذا المكر الزنداني بسقوط كل الشائعات المغرضة حول صحة الرئيس وصحة بقية قيادات الدولة، وبات من المؤكد أن عودتهم إلى البلاد والى مواقعهم القيادية قريبة، وهذا ما أكده نائب رئيس الجمهورية بعد ساعات من ظهور المكر الزنداني. على أن الزنداني وأتباعه وقعوا في شر كيدهم، وذلك من خلال البيان الكيدي نفسه الذي تضمن تناقضات كثيرة، فعلى سبيل المثال أكدوا في إحدى فقرات البيان أن رئيس الجمهورية أصبح عاجزاً بسبب الإصابة وأنه لن يعود إلى البلاد أو المنصب لذات السبب، وفي الفقرة التالية يطالبون الأشقاء والأصدقاء أن يقدموا للشعب معلومات حول الحالة الصحية لرئيس الجمهورية، ولا غرابة في هذه التناقضات لأن المنشور الزنداني جهالات جهال وأضاليل ضلال .