صدر حديثاً عن مشروع (كلمة) التابع لهيئة أبوظبي للثقافة والتراث الترجمة العربية للعمل الروائي الضخم (خيول الشمس) بأجزائها الستة للكاتب الفرنسي جول روا، وقامت بترجمتها ضياء حيدر. تتناول الرواية حقبة الاستعمار الفرنسي للجزائر والتي امتدت لمائة وثلاثين عاماً، ويرصد المؤلف عبر روايته العلاقات الشائكة والمعيش اليومي والتحولات النفسية، على مدى أجيال في الجزائر لتنتهي بثورة أطاحت بالاستعمار ولكن مع الكثير من الأثمان. وفي حوارها مع صحيفة (البيان) تحدثت المترجمة ضياء حيدر عن أجواء الرواية الواقعة في ستة أجزاء قائلة : إن الكاتب فيها سعى لأن يسلط الضوء على الجزائريين، والمستعمرين الفرنسيين، مضيفة أن روا سرد الثورة الحقيقية التي امتدت على مدى سنوات، وكشف الكثير من التفاصيل التي يجهلها أهل المشرق، ومما ساعده في ذلك أنه كان من الأشخاص الذين ولدوا وعاشوا في الجزائر، وكان لصيقاً بالتجربة بكل ما فيها، وعاش تجربتها العسكرية، وكتب جزءاً كبيراً من الذي حدث معه. وتوضح حيدر أن الرواية تعد بمثابة عملاً توثيقياً، دعمه المؤلف بعد نجاح الثورة والاستقلال ببحثه في العديد من الوثائق، ما منح العمل الكثير من المصداقية، مشيرة إلى أن الكاتب الفرنسي جول روا بدأ في كتابة هذه الملحمة في العام 1966 حيث وضع تاريخاً إنسانياً مبنياً على قصص واقعية، ثم عمل من بعدها لسنوات في جمع المعلومات عن الأماكن والأحداث، وعند وضعه الرواية لم يقم بعمل توثيقي كلاسيكي، بل حاك رواية ملحمية، امتدت على أجيال، مبنية على قصص عائلات لاحقة تطور أجيالها بكل شبكة علاقتها العاطفية والسياسية والاقتصادية المعقدة.