قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ( الصوم جنة) أي أنه في الصوم وقاية للفرد وللمجتمع من الآثام وعمل الموبقات وفيه تربية للمؤمنين الصائمين ليسلكوا سلوكاً حسناً في دنياهم ليفوزوا بآخرتهم.وحري بنا ونحن في شهر رمضان المعظم أن نراجع أنفسنا ونصحح أخطاءنا ، ونعالج أمورنا بحكمة بعيداً عن الأحقاد والضغائن وحري بنا أن نعزز الروابط الإنسانية فيما بيننا لنعيش عيشة راضية هنيئة تسودها المحبة ويحوطها التسامح ، ففي رمضان تتحقق وحدة الأمة التي تجتمع على هدف واحد، وعمل واحد فهاهم الصائمون قد امتنعوا عن شهوتي البطن والفرج من مطلع الفجر إلى مغرب الشمس ، ومع انطلاق أجمل صيحة في الوجود ( الله أكبر) يكون صيامهم ، ومعها كذلك يكون إفطارهم.. ومنها أيضاً وحدة السلوك. فخلق الصائمين واحد ، فهم في رمضان بعيدون عن الزور والعمل به أو هكذا يجب أن يكونوا ، وإلا فلا خير في صيامهم ولا معنى لحرمانهم من الطعام والشراب فالرسول صلى الله عليه وسلم يقول ( من لم يدع قول الزور والعمل به ، فليس لله حاجة في أن يدع طعامه وشرابه) ( رواه البخاري). وعبارة (إني صائم ) هي التحية التي يرد بها الصائمون على من يسبهم أو يشتمهم فهم كما وصفهم ربهم ( وعباد الرحمن الذين يمشون على الأرض هوناً وإذا خاطبهم الجاهلون قالوا سلاما ( الفرقان ، 63) وروى البخاري عن أبي هريرة - رضي الله عنه - أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال( قال الله : كل عمل ابن آدم له إلا الصيام فإنه لي وأنا أجزي به ، والصيام جنة ، وإذا كان يوم صوم أحدكم فلا يرفث ولا يفسق فإن سابه أحد فليقل إني صائم) . ورمضان كله خير ، يومه وليله ، البر فيه موصول ، والخير فيه مأمول، ومع حركة الحياة في النهار تجد المسلم صائماًً ممتثلاً لأوامر الله عز وجل ومع سكون الحياة في الليل ، تجد المسلم قائماً، يصلي القيام، ويقرأ القرآن ويعيش نزول القرآن وهو يقرأ قوله تعالى ( شهر رمضان الذي أنزل فيه القرآن هدى للناس وبينات من الهدى والفرقان ( البقرة ، 184) . في رمضان مسك اللسان وعطر البيان فما أحسن ما تسمع في رمضان قول المرء لأخيه المسلم ( كل سنة وأنت طيب )، ( كل عام وأنت بخير) ( إن شاء الله فطارك عندنا اليوم ) ( كله من فضل الله) ( تقبل الله منا ومنكم )،( أراك في صلاة الفجر إن شاء الله) ، (أعاده الله علينا وعلى الأمة الإسلامية باليمن والخير والبركات)،(رمضان كريم) ما أعظم هذا المعجم الرمضاني ، فيه من التعبيرات ما نحن بحاجة إليه اليوم لإصلاح ما أفسده الجاهلون ، وإحلاله محل كثير من الألفاظ والعبارات النابية التي يتفوه بها بعضهم.