كنت معلقاً مابين حرف أسمي وتنهدات المجهول معلقا ما بين وهمي وسنوات العجاف كحلم خارج ذاكرة البصر يمتد زماني من أضلاعي إلى وطن الخواء لا شيء يربط خطاي إلى عواصم الحنين سوى وجه الثعالب المنحوت على صخور الدروب أرمي تنهداتي إلى عزاء العصافير يرتد المساء إلي نحيبا أكابر ألواح المقدس ب( ألف ..لام .. ميم) أهجع داخل كف الأقدار دون عزاء يسامرني يأسي كالأوثان لتسد عطش الروح يا أيتها القادمة من حلمي في بكارة الضوء أنهضي من صلاتي في محراب جرحي علميني أن الطفولة في عينيك قداس آخر من النور علميني أن الكفر بك معصية لكل العصور أرفعي أجنحة المدى ..فالنهار في كفك يدور من أي سماء أتيت ...تعالي أنت نعمة الرب بعد أن أتعبتني أسفار الشرك بقلبي بيدك قمر وقافلة عطر... قبلك لم أولد إلا من أزميل اليأس قد تعلمت من حبك أن للريح همسا خارج أظافر الخواء وأن للروح أسما خارج خسارات الضياع لأنك أنت ...أنت ومن دونك لا شروط للنقاء أعدتي لي كل نفسي و الرطب الشهي من عمر البياض والفرح الموشوم بين يديك وتعلمت منك أن للحب ربيعاً يكمن في كل الفصول تعالي يا سيدة الأكوان والعصر الذهبي ... سيسجد القمر لعينيك ويتمرد الشاطئ على مده ويأتيك عاريا من ملحه فتخرج الفرس البيضاء من ضلعه تحمل كل عصور الأنبياء ومزامير الخلود أنت قبلة البحر إذا عبئت الشواطئ بالنجوم فلا يغسل القمر أنوثته إلا في كفيك أنت يا أول النهار وأخره في عينيك لن ينكسر الصباح حين ينفتح القلب إليك أعيدي إلي أيماني أن للحياة حياة أعمق من كل الوجوه الخارجة عن المعنى علميني أن جذور انتمائك إلي أعمق من كل غابات النساء فكلهن يتبعن الريح إذا هزت الثمر يتبعن شرخ البريق إذا أعاد ظلهن أنت شامخة بالثبات ومسك الوجود أنت يا كل سماء النساء... اختصرت كبرياء الأرض من زنوبيا .. بلقيس ... الخنساء اختصرت زمن انتظاري بروحك الموشحة بالقمم امتلأت .. فأنبتت أجنحة الملائكة على كفي صارت كل المسافات محض افتراض تعالي .. تعالي انتمائي إليك خرافة لا يصدقها العاجزون عن القلب في هذا الزمن المسحوق بالرغبة أنت يا أول التاريخ قبل بدء دفاتره يا أول الفجر الطالع من نهار الكون دون أغطية الغيوم كل ما لديك نور حتى وإن عطش مداي إلى الشموع كل قوافل الأرض تنتمي إلى التيه إلا قوافلك تحمل عطر غابات الحنين التوجه إليك أسفار في العبادة الابتعاد عنك انهزام عن مناسك اليقين أيتها القادمة من صلاة عرش الفقيه دعيه يبني إلى الملائكة عرش النقاء وما أنت إلا أول حروفه في الأرض تعالي يا سيدة الكون إني فيك منتظر