نظمت جامعة عدن أمس الأول ضمن برنامجها الرمضاني أمسية رمضانية في مقر المؤتمر الشعبي العام فرع جامعة عدن بمديرية خورمكسر، خصصتها لالتقاء رئاسة جامعة عدن بالأساتذة المتقاعدين بالجامعة، ومناقشة الأوضاع العامة التي تشهدها الجامعة والاستعدادات للعام الدراسي المقبل 2011م/2012م. وقد ألقى الدكتور عبدالعزيز صالح بن حبتور رئيس جامعة عدن كلمة بالمناسبة أشار فيها إلى «أن ما يميز الأمسية هو إننا في حضرة عدد من المؤسسين لجامعة عدن الذين إسهامهم ملموس وفاعل طوال السنوات الماضية في هذه المؤسسة الأكاديمية العريقة». وقال: «جامعة عدن احتفلت العام الماضي، بالذكرى الأربعين لتأسيسها (1970م/2010م)، وكرمت الرعيل الأول بقدر ما عملوا وأسسوا لأبنائهم ونحسب أن عملهم هذا في ميزان حسناتهم، وعملهم مثبت في أذهان وسجلات جامعة عدن، وفي كتاب تاريخ جامعة عدن، وثبتنا أسماء كل المؤسسين لهذا الصرح الأكاديمي الشامخ بأحرف من نور». وأكد الأخ/رئيس جامعة عدن أن الأساتذة المؤسسين لجامعة عدن يستحقون ذلك التكريم الذي تم خلال الاحتفال بالذكرى الأربعين لتأسيس الجامعة.. موضحاً أن هذه الأمسية تأتي للتذكير والتكريم لهؤلاء المؤسسين، الذين لازالت الجامعة تحتاج لعطائهم وفكرهم إلى يومنا هذا، التي تستفيد من عملهم في العمل الأكاديمي الإداري وفي الأعمال التدريسية. وعبر الدكتور عبدالعزيز صالح بن حبتور عن سعادته بالالتقاء بهؤلاء المؤسسين والكوكبة من الأساتذة الكبار الذين تعتز الجامعة بهم كثيراً وتضع أسماءهم في سجلاتها اعتزازاً بتاريخهم العلمي. وذكر أن الجامعة لا تزال تحتاج لجهودهم في اللجان العلمية، وبالمشاركة في المؤتمرات والندوات وفي معظم فعاليات الجامعة العلمية للاستفادة من علمهم وخبراتهم الكبيرة. وتناول الدكتور عبدالعزيز صالح بن حبتور في سياق حديثه المقترحات المقدمة من الأساتذة الحاضرين في الأمسية..، معرباً عن تبنيه لفكرة إنشاء صندوق مالي خاص لمشاريع البحث العلمي لتمويل فرق المشاريع البحثية في جامعة عدن.. وكذا مساندته للمقترحات المقدمة من نقابة أعضاء هيئة التدريس بخصوص استمرارية عضوية الأساتذة المتقاعدين في النقابة وحصولهم على كل الحقوق والامتيازات التي يحصل عليها الأستاذ العامل بالجامعة. وأبدى استعداده لبحث مشروع تأسيس كلية للعلوم بجامعة عدن ورفع التصور بشأن ذلك إلى وزارة التعليم العالي والبحث العلمي والجهات المعنية بالحكومة لما لذلك من أهمية في توسيع مجالات التعليم في الجامعة وإعداد كوادر مؤهلة تتطلبها سوق العمل داخلياً وخارجياً. وفي سياق أخر أكد الأخ رئيس جامعة عدن أن الجامعة بصدد وضع خطة تفصيلية لتنظيم عدد من الأنشطة اللاصفية للطلاب بكل الكليات وفي المجالات الرياضية والعلمية والفنية والثقافية، وذلك لاكتشاف مواهب وإبداعات الطلاب وتفجير الطاقات الشبابية لدى الطلاب وتحقيق مبدأ التوازي بين التغذية لعقول وأفئدة الطلاب والحفاظ على تعافي أبدانهم وصحتها. ودعا الأساتذة المتقاعدين إلى عدم قطع صلتهم بالجامعة والمشاركة في كل الفعاليات العلمية التي تقيمها وتقديم خبراتهم في مجالات تخصصاتهم وتقديم نسخ من نتاجاتهم العلمية إلى إدارة ذاكرة الجامعة في المكتبة المركزية لجامعة عدن لحفظها واستفادة الباحثين والطلاب منها ولتخليد مآثرهم العلمية في الجامعة والوطن. على صعيد آخر تطرق الدكتور عبدالعزيز صالح بن حبتور في حديثه بالأمسية إلى الظروف التي واجهتها الجامعة جراء الأوضاع التي تشهدها البلاد حالياً والتي أدت إلى ضياع فصل دراسي كامل على الطلاب في عدد من كليات جامعة عدن -- ماعدا كليات التربية في الضالع وردفان ويافع وشبوة - وإلى الخسارة التي تكبدها الطلاب بالدرجة الأولى وهددت مستقبلهم، ولمعالجة هذا الأمر ومراعاة لمصلحة الطلاب بالمقام الأول أقر مجلس جامعة عدن تحويل العام الدراسي المقبل (2011م/2012م)، إلى ثلاثة فصول دراسية أحدها سيكون تعويضياً عن الفصل الذي ضاع العام الماضي. وفي ذلك قال الأخ رئيس جامعة عدن: «انتم أساتذة مجربون وعشتم كل المراحل السياسية وتقلباتها التي مرت بها بلادنا، ولم يحصل أبداً أن أثرت تلكم الأحداث التي مر بها الوطن في الماضي على سير الدراسة في الجامعة، وهذه المرة الأولى في تاريخ الجامعة التي تنتهك حرمة الجامعات وتمتد إليها أيادي الفوضى والجهل لتعطل الدراسة رغم إجماع كل المجتمع وقواه السياسية على ضرورة تجنيب الجامعة أي صراعات، باعتبار الجامعة محراباً للعلم والتعليم ولايجوز المس به. وحث الأخ/رئيس جامعة عدن إلى تكاثف الجميع للحفاظ على الجامعة وعدم السماح بتدمير واحة التعليم والنور في المجتمع..، محذراً بأنه إذا خرج القطار عن مساره وقواعد المنطق والحرص الجمعي من الناس، فانه يصعب إعادته إلى مضماره بسهوله!، قائلاً: «أن السكوت في هذا الأمر الذي يهم كل فرد في الوطن في السلطة والمعارضة ليس من ذهب، وعلى الجميع تحمل مسئوليته أمام الله والأجيال والوطن تجاه محاولات تدمير التعليم الجامعي وتعميم الجهل بين الشباب». وأشار الدكتور/عبدالعزيز صالح بن حبتور إلى أن هذه الأمسية هي من أهم الأمسيات الرمضانية التي تنظمها الجامعة خلال هذا الشهر الفضيل لأننا نلتقي بعدد من المؤسسين لهذه الجامعة العريقة..، مضيفاً بالقول: «وجدنا خلال الأشهر الماضية تضامن مسئولاً من كل أساتذة الجامعة، وكان هدف الأستاذ الجامعي المنتمي للمؤتمر الشعبي العام أو التجمع اليمني للإصلاح أو الحزب الاشتراكي أو غيرها من التنظيمات والقوى السياسية في مدينة عدن هو الحفاظ على الجامعة وتجنيبها التخريب ومواجهة محاولات كبح دورها العلمي والتعليمي وتوقيف الدراسة فيها». وأردف بالقول: «كان الجميع بمستوى المسئولية والاتفاق المشترك على إبعاد الجامعة عن الصراعات، وممارسة التجاذبات والصراعات السياسية في الساحات المخصصة لذلك خارج أسوار الجامعة، لان التطوير والتغيير لا يكون أبدا بهدم الجامعات، وإنما في الحرص عليها والذود عنها». وكشف الدكتور/عبدالعزيز صالح بن حبتور عن إنه التقى خلال المدة الماضية بعدد من الأساتذة الذين لديهم توجهات سياسية وحزبية متباينة، وتبين منهم أن الجميع حريص على الجامعة وعدم إقحامها في المناكفات السياسية لان الجامعة تهم كل المجتمع وتخدمه وتثقف أبناءه بمختلف اتجاهاتهم ومشاربهم دون استثناء. وأشار الدكتور عبدالعزيز صالح بن حبتور إلى أن هناك برنامجاً للنزول الميداني من قبل قيادة الجامعة إلى الكليات والالتقاء بالطلاب لمناقشة كيفية الحفاظ على الجامعة وعلى دورها التنويري واستمرارية أداء مهمتها التعليمية والتصدي لكل من يحاول الإضرار بالجامعة وطلابها من خلال التطبيق الحازم للقوانين واللوائح المنظمة لعمل الجامعة. من جهته قدم الأخ/أنصاف علي مايو مسئول حزب التجمع اليمني للإصلاح بمحافظة عدن أسمى آيات الشكر للدكتور/عبدالعزيز صالح بن حبتور رئيس جامعة عدن على هذه اللفتة الكريمة ودعوته للمشاركة في الأمسية الرمضانية لجامعة عدن التي تناقش قضايا الأساتذة المتقاعدين وأوضاع الجامعة عموماً. وقال: «نحضر اليوم في هذه الأمسية لتكريم الأساتذة المتقاعدين، هذه الشريحة التي أفنت عمرها لتعليم وتربية الأجيال في جامعة عدن، هذه الشريحة التي أهملت في كثير من المرافق نراها اليوم تكرم في جامعة عدن، وهذا دليل للوفاء من قبل الأخ/رئيس جامعة عدن». وفيما يتعلق بالظروف التي واجهتها الجامعة خلال الفصل الدراسي الثاني من العام الجامعي الماضي عبر الأخ أنصاف علي مايو عن استعداده للإسهام مع جامعة عدن بعدم تكرار ما حصل من خسارة فصل دراسي كامل على الطلاب. وقال: «نحن حريصون على أن لا تتحول ساحات الجامعة إلى ساحات للصراع السياسي، والجامعة يجب أن تبقى لقضايا العلم والتعليم والقضايا الطلابية والنقابية، وندعو إلى توافق لاتحاد طلابي ترعاه الجامعة، وهذه القضية لو أنجزت ستكون وعاء للطلاب.. وسنساند توجه الجامعة باستمرار الدارسة وعدم تكرار خسارة الطلاب لعام جامعي». وكان الدكتور/محمد حسين حلبوب أستاذ الاستثمار والتمويل المساعد جامعة عدن قد نقل في مداخلة له في أمسية أمس الأول عن إحدى المكونات السياسية بمحافظة عدن أجماعهم على أهمية الحفاظ على جامعة عدن وعلى ممتلكاتها. كما أكد الدكتور محمد حسين حلبوب دعمهم ومساندتهم لاستمرار الدراسة في جامعة عدن وتجنيبها أي محاولات للعبث بمقدراتها أو تدمير وتوقيف التعليم الجامعي فيها، لأن الجامعة هي مصنع للمستقبل ولا يحق لأحد يدعي التطوير والبناء والتغيير أن يهدم مصنع العلم والتعليم والمستقبل. وقد وافق الأستاذ/عبدالرحمن نعمان (كاتب صحفي في صحيفة الثوري التابعة للحزب الاشتراكي اليمني)، على ما جاء في حديث الدكتور/محمد حسين حلبوب، والأخ إنصاف علي مايو بضرورة استمرارية التعليم الجامعي في جامعة عدن التي لم تشهد توقفاً منذ تأسيسها عام 1970م، رغم مرور الوطن بأحداث وأهوال كبيرة وأوضاع خطيرة.