توالت ردود الأفعال المنددة بالهجمات الإسرائيلية الأخيرة على قطاع غزة من جانب أطراف عربية ووسائل إعلام إسرائيلية. فقد أدانت الجامعة العربية العدوان الإسرائيلي الذي أوقع عشرات الشهداء والجرحى الفلسطينيين، خاصة من المدنيين الأطفال والنساء العزل، وأحدث دمارا هائلا في المنازل والممتلكات. وطالب مجلس الجامعة -في بيان أصدره يوم أمس الأحد عقب دورة عادية عقدها على مستوى المندوبين الدائمين- المجتمع الدولي بالضغط على سلطات الاحتلال الإسرائيلي من أجل الوقف الفوري لهذا العدوان وحملها المسؤولية القانونية والمادية الكاملة عما ترتكبه من جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية. ودعت الحكومة الفلسطينية المقالة التي تديرها حركة المقاومة الإسلامية حماس الدول العربية إلى «اتخاذ قرارات فاعلة وحاسمة لوقف العدوان الإسرائيلي والضغط على الاحتلال من أجل وقف اعتداءاته وإرهابه بحق شعبنا». و دعت الحكومة المقالة إلى تفعيل قرارات الجامعة العربية باتجاه إنهاء الحصار عن القطاع والقيام بخطوات عاجلة في هذا الإطار. كما دعت القيادات العربية إلى زيارة القطاع «للاطلاع على ما تقوم به قوات الاحتلال وتساهم فعليا في إنهاء الحصار عن شعبنا». وطالب النونو في تصريحه الدول العربية بتحمل مسؤولياتها «تجاه التحرك بكل السبل من أجل حماية شعبنا وإغاثته والضغط على المجتمع الدولي من أجل وقف سياسة الكيل بمكيالين نحو شعبنا». من جانبها أعلنت الحكومة الأردنية إدانتها الهجمات الإسرائيلية على قطاع غزة ومقتل جنود مصريين على يد قوات إسرائيلية في سيناء. وأعرب وزير الدولة لشؤون الإعلام والاتصال عبد الله أبو رمان عن رفض الأردن القاطع وإدانته الشديدة للأعمال العسكرية الإسرائيلية التي راح ضحيتها مدنيون في قطاع غزة وعدد من الضباط المصريين الأشقاء. وأدان التصعيد العسكري الخطير واستهداف المدنيين العزل بأي صورة كانت، مشددا على ضرورة «وقفه فورا» لكي لا «تتجه الأمور نحو مزيد من التأزيم والتصعيد الذي لا تحمد عقباه، والذي من شأنه أن يؤدي إلى أوضاع تهدد أمن واستقرار المنطقة بأسرها». وفي آخر تطورات العدوان الإسرائيلي العسكري، أصيب طفل فلسطيني بجروح خطيرة يوم أمس الأحد جراء غارة إسرائيلية شمال قطاع غزة هي الأولى منذ الليلة الماضية. وقالت اللجنة العليا للإسعاف والطورائ إن طفلا أصيب بشظايا في أنحاء جسمه بعدما قصفت طائرة استطلاع إسرائيلية تجمعاً للمواطنين في بيت لاهيا شمال قطاع غزة. وذكرت أن الطفل المصاب نقل لأحد المشافي المحلية وهو يعاني من جروح خطيرة. وعلى الجانب الآخر، حذرت وسائل الإعلام الإسرائيلية أمس من خطورة خروج الاشتباكات الدموية في قطاع غزة وحوله عن السيطرة من دون إحراز أي طرف في الصراع النصر. وآثرت صحيفة يديعوت أحرونوت -الأكثر مبيعا في إسرائيل- أن تكتفي بكلمة واحدة لتكون عنوانها الرئيسي باللون الأحمر وهي «تصعيد»، بينما حذر معلقها السياسي المخضرم نحوم بارنيه من أنه لا أحد سيخرج فائزا من دوامة العنف الأخيرة. وكتب بارنيه يقول «مزيد من المدنيين يصابون سواء من جانبنا أو الجانب الآخر. وكل وفاة تفضي إلى تصعيد جديد، وكل تصعيد يؤدي إلى مزيد من الوفيات. وكلا الطرفين يفقد السيطرة على الأمور». وأضاف أن الجناح العسكري لحماس «انجر إلى معركة لم يردها، معركة ليس فيها منتصر. وقال إن الحكومة لن تتمكن هي الأخرى من تحقيق انتصار في هذه المعركة. واستطرد قائلا «إذا كان الهدف هو تدمير نظام حماس في غزة، فإن هذه ليست هي الطريقة للقيام بذلك، فالحكومة الإسرائيلية تملك طوع بنانها وسائل عسكرية متطورة، لكنها تفتقر للإستراتيجية». غير أن صحيفة هآرتس قالت إن بيان وزير الدفاع الإسرائيلي إيهود باراك، الذي أعرب فيه عن أسفه لسقوط قتلى وسط الجنود المصريين في هجوم شنه الجيش الإسرائيلي داخل الأراضي المصرية الخميس، يجب تفسيره على أنه بمثابة مؤشر على قرب انتهاء الغارات على غزة. وأضافت «إنه (البيان) خطاب مفتوح إلى مصر مفاده: أن إسرائيل لن تشن حملة الرصاص المصبوب 2، ولن تغامر بإيذاء المدنيين الفلسطينيين حتى تتجنب خلق أزمة أكثر خطورة في علاقاتها مع القاهرة».