في هذه الأيام من الخواتم المباركة لشهر رمضان المبارك ما زالت محافظة أبين وتحديداً عاصمتها زنجبار تعيش تحت نيران القصف المدفعي والصاروخي في القتال الضاري الذي تخوضه وحدات القوات المسلحة البطلة وفي مقدمتها مغاوير اللواء 25 ميكا الصامد وإلى جانبهم المناضلون الشرفاء من رجال قبائل المحافظة في مواجهة تقترب من الحسم مع الجماعات الإرهابية المسلحة لتنظيم القاعدة ومعاونيها من المغرر بهم الخارجين على القانون، وبالمثل فهناك مقاومة من المواطنين في مدينة جعار التي يعتبرها المسلحون معقلهم الرئيسي المهم للانطلاق لتنفيذ عملياتهم الإجرامية في زنجبار وتدخل في المعمة مدينة شقرة الساحلية التي عاد إليها المسلحون اليومين الماضيين بعد أن طردهم رجال القبائل مطلع شهر يوليو الفائت.. لكنهم يواجهون مقاومة شرسة وحصاراً شديداً من قبائل الفضلي وفي مقدمتهم أبناء قبيلة النخعين التي ثارت ضدهم بقوة وقتلت قبل يوم من كتابة هذه التناولة (4) منهم وأصابت (5)،بالإضافة إلى عودة تحرك قبائل المحاثيث وآل مارم والجعادنة والمراقشة والحنشي والمحوري والحوتري وآل عباد وبلعيد وآل محمد، وبالمقابل هناك مواقف داعمة من قبائل يافع من جهة جعار والحصن وباتيس والروى. يقيناً أن رد الاعتبار لمحافظة أبين وعاصمتها زنجبار التي دمرت وخربت وشرد سكانها بسبب عناصر الشر والإرهاب التي اجتاحتها فجر الجمعة ال 27 من مايو الفارط وتطهيرها من شرورها بات قريباً في ظل عزيمة وإرادة قوات الجيش وأبناء القبائل الشرفاء الشجعان الذين قدموا أعظم صور الفداء والبطولات في قتالهم ضد القاعدة لتحرير زنجبار واستشهد منهم خيرة الرجال الصناديد أمثال شيخ النخعين الشهيد عبد المنعم محمد ناصر والعميد أحمد عوض المارمي والعقيد جمال النمي ومن آل لهطل والمحاثيث ومارم والنخعين ومن يافع الشهيدان البطلان عبد اللاه سند السعدي وشقيقه علوي اللذان استشهدا في مواجهة حي الري بجعار منتصف رمضان، وكذلك قبائل المياسر والوليدي التي انتفضت بثورتها مبكراً ضد القوى الظلامية الإرهابية المارقة. كل هؤلاء يوجهون رسائل عظيمة لأبناء اليمن وللعالم أن أبين وعاصمتها زنجبار لن تظل تحت رحمة الدمويين القتلة بل ستحرر ويرد لها الاعتبار. بقي القول إنه يجب أن نحيي دور وتحرك قيادة السلطة المحلية بالمحافظة بقيادة المحافظ اللواء صالح الزوعري الذي لم يكن في معزل عن مشهد الأحداث الكارثية التي عصفت بأبين بل يبذل كل جهوده بالعمل ليل نهار لإخراجها من المأزق المأساوي ومعالجة أوضاع النازحين والتخفيف من معاناتهم ونجاحه في تامين صرف مرتبات ومستحقات الموظفين، ولفت انتباهي في أول اجتماع للمجلس التنفيذي بالمحافظة الذي عقده منتصف هذا الشهر الكريم ما أظهره من قلق وشدة وحزم في إدارة الاجتماع وتحذيره المدراء المتخاذلين والمستهترين.. وهو حقيقة يقدم كل جهد يخدم أبين وأبناءها ومنذ تعيينه قبل زهاء نصف عام لم يغادر إلى بيته في صنعاء بل تناسى ذلك وظل مع أبناء أبين وإلى جانبه قلة من القيادات الوطنية التي تستشعر مسؤوليتها في هذه الظروف الدقيقة والخطيرة التي تمر بها أبين والوطن.. وللحديث بقية..