قلعة هيميجي أو هيميجي- جو يقع في محافظة هيوغو، في اليابان، ويعتبر أحد الكنوز الوطنية اليابانية. يعد هذا المعلم من أقدم الشواهد على بناءات العصور الوسطى في اليابان، فقامت المنظمة العالمية للثقافة والعلوم "يونسكو" بإدراج هذا المعلم في قائمة التراث الثقافي العالمي. بالإضافة إلى قصري "ماتسوموتو" و"كوماموتو"، يعد قصر هيميجي واحداً من ثلاثة قصور خشبية لا زالت قائمة إلى يومنا هذا. يعرف القصر باسم "هاكو-رو-جو" أو قصر اللقلق الأبيض، بسبب لون جدرانه البيضاء . تظهر صورته في كل مكان تقريبا في اليابان ، وعندما يتم تصوير مشاهد الأفلام والمسلسلات التاريخية ، غالبا ما يتوجه المنتجون إلى مكان تواجد القصر للتصوير، نظرا للجو الفريد الذي يوفره لهم . ترجع فكرة القصر إلى سنة 1346 م، عندما قرر "سادانوري أكاماتسو"، أحد أسياد المنطقة، أن يتخذ لنفسه حصنا في سفح جبل هيميجي، في نفس المكان الذي أقام فيه "نوريمورا أكاماتسو" معبد "شوم-يوجي" البوذي. بعد سقوط عشيرة " أكاماتسو" في أعقاب حرب "كاكيتسو"، أصبحت المنطقة في أيدي عشيرة "يامانا"، إلا أن الأمور لم تعمر طويلا، فاندلعت أحداث "حروب أونين"، التي كانت من نتائجها استرجاع عشيرة "أكاماتسو" لهيمنتها على هيميجي وما جاورها، استمر هذا الوضع حتى توحيد البلاد أثناء "فترة أزوشي موموياما". بسط القائد "تويوتومي هيده-يوشي" سيطرته على هيميجي، ووضع يده على القصر، قام في نفس الفترة "يوشيتاكا كورودا" ببناء برج ذي ثلاثة طوابق في موقع القصر. بعد معركة "سيكيغاهار" (1601 م)، قام سيد اليابان الأول، "توكوغاوا إيئه- ياسو" بمنح القصر لصهره (زوج ابنته) "إيكيدا تيروماسا" بعد انتصاره (1564 - 1613 م). خلال ثماني سنوات قام الأخير بتحويل القصر، ولازالت أبنية القصر وإلى أيامنا هذه تحتفظ بشكلها الأصلي منذ ذلك العهد. تم إنجاز آخر الهياكل الملحقة بالقصر وهو الجناح الغربي عام 1618 م. كان القصر الملاذ الأخير للمتمردين من الزعماء الكبار (دائي-ميو) أثناء أواخر "فترة إيدو". قررت الحكومة الجديدة عام 1868 م، وضع حد للتمرد، فتم إرسال القوات النظامية المتواجدة في منطقة "أوكاياما" ووضعت تحت قيادة أحد أحفاد "إيكيدا تيروماسا" (صاحب الفضل في بناء القصر). وعندما شن الحلفاء غارات جوية مكثفة على التراب الياباني أثناء الحرب العالمية الثانية، وكانت منطقة هيميجي أحد الأهداف المعلنة. نجا القصر بأعجوبة من الغارات الجوية، واقتصرت الخسائر على بعض التصدعات الجانبية.