صحيح وواقع لا ينكره احد أن الأوطان لا تبنى إلا بجهود أبنائها وقول الشاعر غير بعيده "لا يرتقي شعب إلى رمق العلى، ما لم يكن بانوه من أبنائه" ولا يصنع الحق إلا أهله ولا يزرع الحقل إلا مالكه ولا يخلص إلا مخلص مشهود له بذلك ولا يبيع وطنه إلا عميل.. هكذا هو المتعارف عليه بين بني البشر. لكن عندما يمر الوطن بمعترك يهدد أمنه أو يقف سداً منيعاً ضده نموه وازدهاره أو يحطم اقتصاده فإن الجميع ملائكة كانوا أو شياطين لديهم غيرة على وطنهم . ليست الحياة إلا تجارب وليست الرجال إلا مواقف وليس لك أن اتقول كلاماً أو تعمل عملا إلا وأنت مسئول عن نتائجه وهذا هو مسار الحياة ، ونتدرج إلى محتوى الكلام عن الروابط والأواصر التي بني عليها أصحاب القلوب الحية وهذا خلاف ما يفكر به المرجفون المتذبذبون الذين تخلوا عن وطنيتهم وانسلخوا وهم يئنون على تراب اليمن الغالي حباً في مال أو طموح إلى منصب في عالم الوهم هكذا هي الحياة إذن فأين عقول بني البشر من تصرفات هؤلاء المتربصين؟ والدليل أنهم اتسموا بالعنف واتجهوا إلى الشر والبلاء فليس غريباً عن هؤلاء وعن عنجهيتهم الفاشلة بإذن الله تعالى أن سموا بأسماء هي في الغالب توحي إلى العنف والاقتتال حتى الجمعة المباركة سموها بجمعة الحسم وبجمعة الفرصة الأخيرة بخلاف أصحاب الشرعية الذين سموا جمعهم المباركة بجمعة الأمان وجمعة التصالح والتسامح والإخاء والحوار كل هذا نطق نطقاً جلياً واضحا وعبر تعبيراً سليماً تحت مسمى غصن الزيتون وحمامة السلام وليس غريباً على هؤلاء أنهم يفتعلون الأزمات ويندرج الكلام ويتسع المنطق ويدركه العقل ويحوي الأرض هذا الواقع لا اقل ولا أكثر إذن فلماذا نخطئ أكثر مما نصيب؟ ونفتعل الأزمات لأنفسنا بسكوتنا عن هؤلاء المغرضين؟ أو لسنا مدركين لما يضرنا وما ينفعنا؟ السنا بشراً؟ أليست الأرض الطيبة هي أرضنا الموصوفة في القرآن الكريم {بلدة طيبة ورب غفور}. ها نحن اليوم ندرك من صنع الأزمات ومن أوقع الناس في مستنقع الكيل في صحراء جرداء من انعدام للسلع الضرورية والمشتقات النفطية المهمة المحركة لدينمو الحياة، ولو تساءلنا لماذا غامر أصحاب القلوب المريضة بأنفسهم وبالوطن من اجل ماذا وهل للضمير حكاية أو لبس في أزمة الناس ؟ نعم للضمير غير الحي وغير المسؤول عن إنسانية الناس ويتجرد الضمير من القيم عندما يفقد الرحمة والإنسانية تجاه مثله من الضمائر والأرواح فيتوحش ويتهيج الضمير البشع ويبدأ بإتباع الأهواء واقتراف الطمع الزائد على بني جلدته وعلى أهل بلدته، ولكن وجد الناس متواطئين بعضهم مع بعض في تغطية الجرم الأبشع بالاحتكار والمنع أحيانا، وفي حين وقوع مثل هذا تجرد الضمير الحي من قيمه ومبادئه الحسنة وتجرد اليمني من كرمة وحفاوة الأخ و ارتهن البعض إلى أموال زائفة. فيأيها اليمنيون يكفينا سكوتاً فقد تعطلت حياتنا وأغلقت جامعاتنا وكذلك مدارسنا وهؤلاء خربوا مشاريع خدماتنا وتسببوا في ارتفاع الأسعار وبمعنى اصح تعطلت حياتنا ونكاد أن نقف من غير زاد ولا ماء ولو كان هناك مجال لسؤال واحد لسألنا لماذا هذا الارتهان ؟ من المروج ومن سيكون البائع وهل المشتري هو بشر له ذرة إنسانية ؟ وفي كل الأحوال من يتحمل مسئولية خراب وطن بأكمله. هلا تداركنا وتعاونا ونطقنا بكلمة حق ووقفت الغالبية الصامتة في وجه الخطأ لكي يصحح المسار ونقول جميعاً يكفي أنيناً ومرضاً يكفي هزلاً ولعباً بحياة الناس. [email protected]