عندما يشهد الواقع تغيراً او حدثا ما نجد التفاعل الملحوظ والانتباه الفطري والتعامل المتعدد معه ومع عواقبه وكل له مأرب وكل له مسلك يقرره ضميره وتمليه عليه مشاكل وهموم الحياة الدنيا ،لكن في المقابل تبقى التوازنات متعددة والمقاصد لها أهدافها والطموح لما يبني عليه من أهداف سامية ومراتب عالية وأواصر متعددة (اقصد قضايا الوطن التي هي مقدسة عند كل فرد في المجتمع أياً كانت صفته وجنسه) ففي الواقع ان الناس يرددون كلمة فلان وطني وفلان غير وطني وهذه كلمة عامة لكن هناك معايير سواء كانت تقليدية او حديثة يعتمد عليها العامة في تصنيفهم هذا وهو المهم واقصد صراحة ان الطموح بمفهومه العام هو شيء ايجابي ويرغب فيه كثير من البشر ومنظمات وأحزاب وهيئات لتحقق أهدافها ، ومن اتضاح المفهوم وبروز الموضوع لا اعتراض على طموح ما إلا إذا كان غير مشروع فهذا لا يدخل في قاموس الطموح لأنه في الواقع تخريب وعمل مشين وغير متناسق لا مع القيم ولا مع الدين ولا مع المبادئ والاعراف القبلية المتعارف عليها . إن ما نرى اليوم من تكاتف للفرقاء لإطاحة نظام سياسي له شعبية كبيرة على الساحة هو تكاتف بحذر شديد من جميع أطراف الطموح غير المشروع لغرض يطمحون بنجاحه الى تنفيذ أجندتهم، وكل في اتجاه محدد سيسعى إليه اذا سقط النظام فهم ليسوا متفقين حتى يعملوا سوياً لأجل الوطن ولو تفكرنا لمَ تم الجمع الكريم وكيف أدركوا هذا الطموح وبأي آلية سيقدمون على الوصول اليه متناسيين التوجهات الحزبية والمذهبية من عدمها ، والواقع اذن الى اين هم ذاهبون وعلى حساب من يركبون موجة الخراب والدمار وماذا اعدوا لكل هذا ؟!!! يعرف الجميع ان الطامح إلى شيء سيكون من وراء طموحه حكمة وشيء سسيعى لتحقيقه ولا نتغنى بهذا الطموح إلا اذا كان مشروعاً يعود بالنفع الشخصي اذا كان مقصوراً على الشخص ذاته، لكن ذلك لا يكون طموحاً عند تحقيقه بغير الطرق المشروعة وتبقى هنا الاخلاق الكريمة والتربية الحسنة والقيم والمبادئ المتعارف عليها هي سيدة كل عمل ومحور كل نجاح . ويعتبر الطموح غير المشروع من صفة الفاشلين لانه ليس لديهم أي توجه او طريق غير الخراب والدمار لتحقيق مصالح وأجندة ضيقة وشخصية لان فاقد الشيء لا يعطيه وخير مثال على ذلك هو الساحة اليمنية،إذ يدمي القلب ويحزن الفؤاد أن بعضاً من اليمنيين فقدوا عقولهم واتجهوا الى المجهول ليس بأنفسهم فحسب ولكن بوطنهم وتجاوزوا الكلام الطيب والعفوي وبدؤوا بالكلام غير اللائق ، فوجدنا انفسنا امام مفترق طرق كل يدعي بالطيب وكل يسمي جمعته ولكن الى اين؟ وما هو المسار وقد عرفنا البداية ولكن دون معرفتنا النهاية وهنا تجرد الاقزام من كل دعوات ولي الأمر الى الحوار واتجهوا الى المجهول لكن ليس لهم الحق ان يقرروا مصيرنا جميعا فنحن لنا كيان ونحن الأغلبية، وتبقى الفتنة اشد من القتل . ولو نظرنا في تضحيات الخالدين في الذكريات لوجدنا العبرة منهم، نستقي منها ولو القليل، فالوطنيون الشرفاء في كل الوطن، وليضح اليوم المعنيون بالكلام {المشترك } ولو بكلمة حق ورجوع الى كلام المنطق وتحكيم العقل فحوار الطاولات هو افضل من حوار الرصاص وتحكيم العقل والمنطق افضل من تحكيم افواه البنادق والذهاب الى المجهول و نسأل الله تعالى ألا يري اليمن أي مكروه دائماً . فالعقل زينة ومنحة من رب السماء وهبها لكل من تزين بها وصانع الوفاق سيظل في قلوب الناس ليس في نظرهم فحسب ، ونحن أحوج الناس اليوم للعقول من اجل الاتزان والعبور الى بر الامان فمن اجل اليمن السعيد تعالوا الى كلمة سواء ومن أجل اليمن الغالي ، تعالوا لنتنازل من اجل ارضنا الطيبة وندعو ربنا الغفور ان يصلحنا . وأتساءل هل الطموح هذا سيتحقق من خلال قتل افراد الامن والقوات المسلحة ؟ ولنعلم ان التوفيق الى الخير هو من الله تعالى ثم من وعي الرجال الشرفاء ومن صنع الابطال ولست بطلاً لأسعى الى قتل اخي . وفي مجمل الامر تحوي الطموح اياً كان المشروعية الكاملة وفي اطار اخلاق كريمة وتواضع ملحوظ .. وخلاصة ملحة ((من اجل ان نطمح يجب ان ندرك من وراء هذا الطموح مصالح الجميع وترك كل انانية)).