كشف باحثون عن علاقة غامضة بين مرض السكري وسرطان البروستات، حيث يلعب بروتين (معروف بدوره في تنظيم سكر الدم)، دورا حاسما في نمو خلايا سرطان البروستات. وهذا الاكتشاف المثير، الذي نشر في دورية Molecular Cancer، يفتح الباب أمام إمكانية استخدام أدوية السكري الشائعة في علاج الأورام السرطانية، ما قد ينقذ حياة الملايين حول العالم. وتوصل الفريق البحثي الدولي بقيادة الجامعة الطبية في فيينا إلى أن بروتين PPARγ - المعروف بدوره الرئيسي في تنظيم عمليات التمثيل الغذائي وعلاقته بمرض السكري من النوع الثاني - قد يكون المفتاح لتطوير علاجات جديدة لسرطان البروستات. ومن خلال دراسة متعمقة شملت تحليل عينات خلوية وأنسجة مرضى، اكتشف الباحثون أن هذا البروتين الذي تستهدفه أدوية السكري مثل "البيوغليتازون"، يمكنه التأثير بشكل ملحوظ على نمو خلايا سرطان البروستاتا. وأظهرت البيانات الأولية أن مرضى سرطان البروستات المصابين بالسكري الذين عولجوا بأدوية تنشط هذا البروتين، كانوا أقل عرضة لانتكاسة المرض. ويشرح البروفيسور لوكاس كينر، رئيس الفريق البحثي، أن هذه النتائج تفتح الباب أمام إمكانية إعادة توظيف أدوية السكري الموجودة بالفعل في السوق لعلاج سرطان البروستات، ما قد يختصر سنوات من الأبحاث والتجارب. ويضيف أن هذا الاكتشاف قد يمثل نقلة نوعية في علاج هذا النوع من السرطانات الذي يصيب ملايين الرجال حول العالم، حيث ما يزال مسؤولا عن نسبة كبيرة من الوفيات رغم التقدم الطبي الكبير. وهذه الدراسة لا تقدم فقط أملا جديدا لمرضى سرطان البروستات، ولكنها أيضا تبرز مدى تعقيد الترابط بين الأمراض المختلفة في جسم الإنسان، وتؤكد أن الأبحاث الطبية المتعددة التخصصات يمكن أن تقود إلى اكتشافات غير متوقعة قد تغير مستقبل الطب.