لم يحدث قط أن استُنسخ الماضي بكل تفاصيله، لكن المفارقة أن شيئًا منه لم يُترك. الأسماء تغيرت، والوجوه تبدلت، غير أن الأدوار باقية كما هي، تُؤدى على ذات المسرح، أمام جمهورٍ منهكٍ لا يملك رفاهية التصفيق ولا حتى حق الانسحاب. كم وددت لو أن هناك إنسانًا واعيًا، شجاعًا بما يكفي ليطرح سؤالًا بسيطًا: لماذا يحكمنا هؤلاء؟ أي منطق أعوج يجعلهم أوصياء على وطنٍ يموت كل يوم تحت أقدامهم؟.
ما نعيشه اليوم ليس واقعًا، بل مسخًا مبتذلًا لتاريخ يعيد نفسه بلا خجل. أولئك الذين ارتكبوا خطيئة "الوحدة"، يعودون الآن لارتكابها باسم "الشراكة". وبين الخطيئتين، يُذبح الشعب من الوريد إلى الوريد، دون أن يجد من يضمد له جرحًا، أو يرفع عنه سكينًا.