هو إنسان تعب من لعبة الأقدار .. على حساب سعادته، ضاع شبابه بين آه وونة، وألم وحسرة.. لم ير إلا لحظات قليلة من السعادة تمر نحوه كطيف يزوره بين الحين والآخر. أصبحت أيامه متداخلة واختلطت لديه جميع الأشياء لم يدرك فعلاً هل هي سعادة وفرح أم ابتسامة مليئة برياء ليخمد بها نيران ألمه وهمه؟ هل فعلاً هكذا هي الحياة كئيبة وأن من بها أشبه بوحوش ضارية، القوي يأكل الضعيف والكبير يدوس على من هو أصغر منه؟ ماذا حل به؟ لماذا صارت فرصته غائبة متناثرة على رياح الغربة والسراب؟ انطفأت فيه أماني الشباب وصار عوداً منكسراً تتقاذفه أمواج هائجة مالها من قرار. آه من غدر الأحباب وألف آه من بيع الأصحاب كادت الآه تكون وساماً على صدره ليأخذ بها كأس البطولة في العذاب. فآه من صرخة جريح أصبحت شعاره في الحياة آهات وآهات وآهات.