عند زيارتنا معارض فنية لبعض الفنانين اليمنيين نجد لمحات تصور دور المرأة اليمنية في بناء مجتمعها، ومن الطبيعي أن يعطي الفنان التشكيلي اهتماماً خاصاً للمرأة في فنه، فهو يستوحي لوحاته من الطبيعة والمجتمع وينقلها بأمانة بالغة وكثيراً ما نرتاح عند مشاهدة هذه اللوحات التي لا تقل أهمية عن الفن الغنائي الذي جسد دور المرأة، ونجد على سبيل المثال الفنان الشعبي يقدم لوحات فنية غنائية عن المرأة اليمنية الفلاحة مثل الفنان الغنائي الراحل محمد صالح عزاني (أغنية الفلاحة) وأغنية (يانازلة إلى البئر) وغيرهما من الفنانين الذين قدموا صورة المرأة الفلاحة في الأغنية اليمنية. وهناك العديد من الفنانين التشكيليين الذين عبروا في لوحاتهم الفنية عن دور المرأة اليمنية العاملة والأم والمرأة المناضلة لتحرير المجتمع من الظلم والاستبداد ومنهم الفنان التشكيلي علي عبده يحيى الفقيه، والفنان التشكيلي علي باراس والفنان التشكيلي صلاح الدين الكندي. ما أحلى بنات الجبل غنى العديد من الفنانين اليمنيين للمرأة اليمنية، ومن أشهر هذه الأغاني ماكتبه عبدالله عبدالوهاب نعمان: ما أحلى بنات الجبل حين يطوفين المدينة بثياب الدمس خدود مثل الورد.. ارواها واعطاها المشاقر حرس ماأحلى بنات الجبل وكتب الشاعر اليمني عن المرأة اليمنية العديد من الأغاني الشعبية والعاطفية ودورها الكامل في المجتمع الحديث. يقول الشاعر فضل محمد شوكرة في قصيدته الغنائية (يومي أذكرك) : يامنيتي كم من سنين مولع في طلعتك فالنفس تشتهيها يومي أذكرك والشمس حين تطلع لما الغروب وكم أروح فيها كما عبرت المرأة اليمنية عن نفسها ودورها في بناء وطنها، فقدمت العديد من الأعمال الفنية التي تدخل إلى عالم المرأة وهمومها الاجتماعية ومكافحة العنف ضد المرأة ومن الكتابات الأدبية عن هموم المرأة قدمت القاصة والصحفية اليمنية فاطمة رشاد العديد من القصائد عن هموم المرأة اليمنية في الصفحة الثقافية لصحيفة (14 أكتوبر) وقدمت مجموعة قصصية عن هموم وقضايا المرأة اليمنية. وأبرزت القاصة اليمنية شفيقة زوقري والشاعرة ميمونة أبوبكر والكاتبة والصحفية نهلة عبدالله العديد من القضايا التي تخص الطفل والمرأة .. واختلفت الطرق في معالجة قضية المرأة وطرح تجربتها من الحب والزواج والعمل. كما نجد الأدب اليمني أعطى للمرأة أهميتها، واختارت القصص الشعبية اليمنية الأنثى لتلعب دور البطولة في وقت كانت فيه الأنثى من واقع الظروف والحياة لا تشكل عنصراً ظاهراً لتحريك الأحداث وكان دورها قابعاً خلف الأبواب كما نلاحظ أن جميع البنات المختارات في القصة كن ينحدرن من أسر تجار أو سلاطين ولم تكتف القصة بالمفردات التي تدل على الغنى مثل بنت السلطان بنت تاجر إنما أراد رواتها إشراك السامع في خيال محسوس فكان الذهب عنوان الغنى ورمزه حاضراً ليس بالمال فقط إنما يتجاوز ذلك إلى المواضيع التي لا يتصورها الشخص مثل الحذاء المصنوع من الذهب كما أن تلك القطع الذهبية لعبت دوراً في معاناة الفتيات حين دلت الغيلان من ثلاث منها إلى شخصياتهن مما جعلهن عرضة للأذى والاضطهاد .. وهكذا نجد الفنون اليوم تعمل على تقديم المرأة اليمنية الحديثة القادرة على بناء مجتمعها وأداء دورها بشكل أفضل.