استحم، تعطر، وقف أمام المرآة، نفش ريشه مثل ديك مغرور، قبل لحظات كان هنا على السرير مستمتعاً !! -ناوليني القميص المناسب للبنطال، نظر إليها، أنت تتقنين الكي، نظر في المرآة بعينين كالصقر -أتريدين شيئا، أنا على أتم الاستعداد لتلبية طلباتك. -لقد نفد الخبز من البيت! - ما أكثر طلباتك ، تصرفي ، أطلبي من أي ولد في الشارع أن يشتري لك الخبز، لكن من النافذة و أياك أن تخرجي من البيت وإلا اعتبرتك ناشزا، ناوليني البنطال. - الولد قد يستولي على القروش ويهرب، لا أملك غيرها. -تصرفي ألا تستطعين تدبر أمورك، أتريدين شيئاً، أنا على أتم الاستعداد لتلبية كافّة طلباتك ! -انظر علبة دواء الضغط فارغة وإن لم أتناوله فإن الصداع سيفتت عظام رأسي، وقد أفقد توازني. - ليس شأني،لا أملك فكة، تدبري أمرك -ثم التفت إليها مترددا -كنت سأعطيك، لكني لا أملك إلا خمسين دينارا، لقد وعدت الأولاد وأمهم بنزهة لأنها تعاني الملل. هي : بالأمس كنتم في سهرة ! هو : لمَ تكثرين الكلام، السهرات للشباب وأنت كبرت في السن، قد أعود بعد أسبوع، إن تذكرت الدواء سأحضره، ما أكثر طلباتك! -لكني أريد الدواء، أنا أعلم في مكان ما! لو أن رجلاً نام في سرير امرأة يترك لها تحت الوسادة مبلغاً! - اخرسي (صفعها) عيب ما تقولينه، أنا زوجك! - وأنا أكرم من ذلك، لكني أقول ذلك من غيظي، احتاج خبزا ودواءً! أريد حقي في النفقة! - أنا مشغول جدا، عندي مشوار مهم، أتريدين شيئاً، أنا على أتم الاستعداد لتلبية طلباتك، النافذة مكشوفة قد يراك الجيران، ألم أقل لك كوني حريصة على أن لايكون البيت مكشوفا للغير! - وقعت الستارة واحتاج إلى مطرقة من أجل تثبيت المسمار وتعليق الستارة، حتى لا يراني الجيران! - تصرفي، ثبتيه بأي شيء، لكن لا تخرجي من البيت وإلا اعتبرك ناشزا! خرج وصفق الباب خلفه. انهارت باكية خلف الباب وتطهرت بدمعها من اغتصابه لها في السرير، وتردد صدى صوتها في جنبات البيت: أريد خبزا، أريد دواءً، أريد مطرقة، أريد دفئاً، أريد حناناً، أريد حباً، أريد رجلا،لا أريد ظلاً، لا أريد قطاً!!! .