أكد الكاتب الصحفي والمحلل السياسي الكبير فيصل جلول أنه ليس هناك حل للأزمة اليمنية إلا عبر التوافق والحوار وأن فرصة الحوار المطروحة اليوم يجب أن تلتقط ويجب أن يبعد ذوو الرؤس «الملتهبة» من الصف الأول.. وأن يحل محلهم اشخاص يريدون الحل.. مشيراً إلى أن أي تغيير بالقوة في اليمن مصيره الفشل. جاء ذلك في اتصال أجراه الكاتب العربي الكبير فيصل جلول مساء الأحد مع برنامج المشهد الذي يبث عبر قناة اليمن الفضائية وتحدث فيه عن مستجدات الأزمة السياسية في اليمن وقيام أحزاب المشترك المعارض عبر وسائل إعلامها بتحوير مهمة مبعوث أمين عام الأممالمتحدة إلى اليمن جمال بن عمر.. حيث قال تعليقاً على ذلك: «لا يمكن للمعارضة في اليمن حتى لو حورت مهمة جمال بن عمر وحتى الممارسة الكثيفة التي تجيد استخدامها لا يمكنها أن تغلب حجمها على الأرض» مضيفا:ً « هذا النوع من المناورة معروف.. والمعارضة في اليمن تدرك حجمها على الأرض وتدرك حجم الدولة وحجم انصار الدولة، لذلك ربما إذا توفرت لديهم النية لحل المشكلة ولحل الأزمة عليهم أن ينطلقوا من ميدان القوة وليس من رغباتهم أو المناورات التي يجيدون استخدامها».. وأوضح فيصل جلول أن «المناورة مهمة لكنها لا تشكل برنامجاً ولا تشكل بديلا عن الحل وقد تكون وسيلة وليست غاية». وقال الكاتب العربي الكبير فيصل جلول أثناء حديثه مع قناة اليمن الفضائية مساء الأحد: «على قادة المعارضة إذا أرادوا أن يكون هناك حل في اليمن كما يقولون لمصلحة اليمن ومصلحة كل اليمنيين.. أن يستبدلوا هذه الأساليب بالاستجابة لمشروع حل قدمه جمال بن عمر وقدمه قبل ذلك رئيس الجمهورية وقدمه آخرون». وأشار إلى أن هناك افكارا للحل مطروحة، مستدلاً على ذلك بكلام عبدربه منصور نائب رئيس الجمهورية بأن 85 % من المشاكل تم حلها مع المعارضة، حيث قال فيصل جلول : «ينبغي أن يتم العمل على حل ال15 % الباقية لان كل مناورة خارج هذا الإطار هي إضاعة للوقت والإضاعة للوقت مكلفة بالنسبة لليمن ولليمنيين».. وأكد جلول أن «المعارضة تدرك أن ما يدور في اليمن لا يمكن أن يحقق المشروع الذي تريده هي وترغب في تحقيقه.. وأنه لا يمكن ان يكون هناك تغيير في اليمن بالقوة وبالإكراه.. وهذا الأمر فشل طيلة التاريخ الجمهوري في اليمن ولا يمكن ان ينجح في هذه المرحلة». وأضاف قائلاً « لا يمكن أن يتم في اليمن التغيير بالإكراه ولا بالعنف ولا بالقوة ولا التغيير بهذه الطريقة التي تهين فيها قطباً من الشعب وتحمل عليهم بمزاعم ثورية أو بحديث عن الثورة وكأن الثورة تقتضي الغاء نصف البلد». وتساءل المحلل السياسي فيصل جلول قائلاً « أية ثورة تلك التي يمكن ان تملك حجة على الغاء نصف البلد؟». موضحاً بأن «التغيير في اليمن يجب أن يكون مفيداً لكل اليمنيين» وحتى يكون مفيداً لكل اليمنيين يجب أن يشترك فيه كل اليمنيين وليس فئة منهم». وحول لجوء أحزاب المشترك إلى العنف واستخدام القتل وإطلاق القذائف على المساجد ومصليات النساء وقطع الطرقات والتيار الكهربائي قال جلول:«هذا النوع من الأساليب يجر البلد إلى حرب أهلية لأنه لا يمكن للناس الذين يقتلون وتعرض جثثهم على الفضائيات 24 ساعة إلا أن يستثيروا النوازع الثأرية لدى الآخرين وان يكون نزعة ثأرية من هنا ونزعة من هناك، ويغيب كل حل سياسي» مشيراً إلى أن الصومال حصل فيه ما حصل بسبب هذا النوع من العنف وهذا النوع من المناورات. وأكد الكاتب الصحفي الكبير فيصل جلول بأن خطاب ما تسمى بالثورة والتغيير الثوري ليس هو ما سينقذ اليمن قائلاً :«الذي سينقذ اليمن هو التوافق وهم سيعرفون عاجلاً أم آجلاً أنه لا حل في اليمن إلا عبر التوافق والحوار».. وتساءل جلول «لماذا إضاعة الوقت ولماذا الرهان على العدم؟».. موضحاً أن «العدم لن يأخذ البلد إلا نحو الصوملة». وأضاف جلول قائلاً «أي حل هو أفضل من الحرب الأهلية.. أنا عشت في الحرب الأهلية في لبنان.. والى الآن لا توجد كهرباء في لبنان هذا البلد الذي يعتبر نفسه ديمقراطياً.. والسبب تخريب البلد بواسطة الحرب الأهلية.. لذلك على اليمنيين الا يخربوا بلادهم بحرب أهلية».. وأكد فيصل جلول أن فرصة الحوار المطروحة اليوم يجب أن تلتقط، مضيفاً «ويجب أن يُبعد كل ذوي الرؤوس الملتهبة والحامية من الصف الأول.. ويجب أن يتقدم أناس إلى الصف الأول يريدون الحل.. وهؤلاء هم الذين يمكن أن يساعدوا على حل مشكلة ال15% المتبقية التي أشار اليها نائب الرئيس.. وفي هذه الحالة يكون اليمن قد وُضع على سكة أخرى غير السكة الجهنمية التي هو موضوع عليها الآن». وتعليقاً على تشكيك أحزاب المشترك بنتائج انتخابات 2006 الرئاسية قال فيصل جلول «الحديث عن انتخابات 2006 هو حجة لصالح هذه الانتخابات وأنا بالفعل كنت موجوداً عند صناديق الاقتراع وكانت انتخابات كما شاهدتها وكما شاهدها كثيرون جميلة وربما هي الأولى من نوعها في الجزيرة العربية».. مشيراً إلى أن الانتخابات غالباً لا تتم بصورة نموذجية في بلد يتعلم الديمقراطية وكون اليمن لا يزال حديث العهد بالديمقراطية فإن ما تم عام 2006م كان عملاً ديمقراطياً رائعاً..