* وفد المعارضين الذي ذهب إلى الرياض للتوقيع على الآلية التنفيذية للمبادرة الخليجية ضم ممثلين اثنين للواء المنشق علي محسن الأحمر هما الظاهري الشدادي وعبدالله علي عليوة، وهذه الآلية توجب إعادة العسكريين المنشقين ومن يتبعهم إلى ثكناتهم في سياق التدابير الأخرى الكثيرة لإنهاء الأزمة السياسية. وكان قرار مجلس الأمن الدولي رقم (2014) قد تعامل مع المنشقين بوصفهم (مجاميع مسلحة) يجب اخراجها من مناطق تواجد المعتصمين أو المتظاهرين .. وفي الآلية التنفيذية للمبادرة ايضاً نصوص بشأن إعادة دمج الجيش، ونص يوجب على حكومة الوفاق الوطني القادمة تشكيل لجنة للتحاور مع الشباب حول مطالبهم، والدكتور ياسين سعيد نعمان الرئيس الدوري لمجلس المشترك وأمين عام الحزب الاشتراكي اليمني أكد بعد توقيعهم الآلية في الرياض أنهم سيتحاورون مع الشباب من خلال لجنة ستشكلها الحكومة لهذا الغرض. وحول التوقيع على المبادرة وآليتها التنفيذية انقسم المعتصمون بين مؤيد ومعارض وتشابكوا بالأيدي والعصي وتبادلوا الاتهامات .. المعارضون خونوا أحزاب المشترك واتهموها ببيعهم بالدولار .. ورغم ان رئيس المجلس الوطني لقيادة ثورة الشباب الذي يمثل الشباب كان أول الموقعين على الآلية، ورغم ان اللواء علي محسن كان له ممثلان ضمن الوفد إلا أن صحاب (الثورة الشبابية الشعبية) لم يتظاهروا ضد المجلس واللواء .. ولا يحتاج هذا السلوك إلى جهد كبير لتفسيره وفهمه باعتبار نفوذ جديد هو صاحب التأثير في بقايا (الثوار)! * اللواء المنشق علي محسن اصدر بياناً يوم الخميس باسم (قيادة انصار الثورة الشبابية الشعبية السلمية والجيش اليمني الحر المؤيد للثورة) (..هكذا ..) تعليقاً على اتفاق الرياض، وقد تناولته وسائل إعلام المعارضين على أنه بيان ترحيب بالاتفاق .. بينما الحقيقة غير ذلك تماماً .. ففيه رفض واضح للاتفاق ولقرار مجلس الأمن، وفيه اصرار على الاستمرار في الانشقاق والتصعيد العسكري، وفيه إعلان (تملك) للثورة الشبابية وفيه ادعاء أن مجموعة المنشقين هي جيش البلاد .. وان توقيع الرئيس على المبادرة ومن ثم تسليم الحكم للرئيس المنتخب بعد تسعين يوماً يعد بنظر اللواء (بداية الطريق .. للوصول إلى تحقيق التغيير الشامل)! حسب ما ورد في البيان المذكور .. وبيان اللواء المنشق تمت صياغته بعقلية المتمرد والوصي والرافض للاتفاق .. ومن ذلك قوله: (اننا باسمكم جميعاً وباسم كل مكونات ثورتنا السلمية (!) نؤكد للعالم... زادتنا اصراراً على تحقيق مطالب ثورتنا السلمية(...) فهو لم يكتف بتملك ما يسمى الثورة وقيادتها، بل يصر على الاستمرار في قيادتها بعد (الخطوة) التي تمت في الرياض والتي وصفها بأنها (بداية الطريق ...). * وإمعاناً في التحدي قال اللواء في بيانه ما يلي: (وان آباءكم واخوانكم في القوات المسلحة والأمن هم صمام أمان الوطن والثورة والوحدة وسيبقى جيشكم اليمني يقصد مجاميعه المسلحة هم الحصن المنيع والسياج الراسخ والثابت والصخرة الكأداء التي تتحطم عليها أوهام الحاقدين على هذا الوطن والقوة الضاربة بإذن الله التي تذود عن حياض الوطن وسيادته واستقلاله وكرامته وتعنى بحماية شعبه ووحدته وأمنه واستقراره ومن نصر إلى نصر وما النصر إلا من عند الله) .. فماذا نفهم من هذا البيان الخطير؟ الأمر واضح .. نحن نستمع إلى متمرد عاصٍ .. يعتبر مليشياته هم (القوات المسلحة والأمن) ويهدد القوات المسلحة الشرعية وقوات الأمن ويصف قياداتها بالحاقدين .. ويبشر بالانتصار عليها. إننا إذن امام أول رفض مكشوف لاتفاق الرياض وأول تحدًّيواجه تنفيذ المبادرة الخليجية وفق الآلية التنفيذية الموقعة في الرياض.